القائمة الرئيسية

الصفحات

السفر عبر الزمن - البرت اينشتاين و ستيفن هوكينغ

Time Travelling Hole


السفر عبر الزمن و نظريات العلماء

فكرة السفر عبر الزمن هي فكرة فلسفية قبل كونها فكرة علمية و ظلت في عقول البشر عبر العصور , و الفكرة ظهرت في حياة البشرية عن طريق عدد من الروايات و الأساطير و أفلام السينما , حيث كان البشر مهووسين بفكرة التنقل عبر الأزمنة .

فمثل أي نظرية تبدأ ببعض التخيلات و الفرضيات و بعدها تأخذ مسار علمي , كان ذلك الحال أيضا مع فكرة السفر عبر الزمن و تصادف ظهور مبادئ علمية في نظرية النسبية و نظريات ميكانيكا الكم تناقش موضوع نسبية الزمن و تغيره من مكان لآخر و التي تشبه كثيرا الأفكار المطروحة في الكتب و الروايات .
و مع التقدم التكنولوجي و تطور النظريات تغيرت نظرتنا للكون و أصبحت فكرة عبر الزمن مقبولة من بعض المفكرين و العلماء , فأخذت حيزا كبيرا في المجتمع العلمي بشكل عام و لم تعد الفكرة مقتصرة علي الرويات و الأفلام فقط .

بعد إطلاق البرت أينشتاين لنظرية النسبية استطاع تغيير الكثير في الفيزياء و هو الذي أضاف عنصر الزمن كبعد رابع بالإضافة للأبعاد الثلاثة و هم الطول و العرض و الارتفاع , حيث قال أن الزمن مهم في وصف كامل للأجسام فمثلا : كما أن طول الإنسان و ارتفاعه و عرضه هي أشياء مهمة في وصفه فكذلك عمر الإنسان و الزمن الخاص به هو شيء في غاية الأهمية لوصفه بالكامل و لا يمكن الاستغناء عنه , فبالتالي أصبح الزمن مرتبطا ارتباطا تاما بالأبعاد المكانية الثلاثة .
و قد تتسائل : ما علاقة كل ذلك بالسفر عبر الزمن ؟
الفكرة ببساطة هي : أنه كما يمكننا التحرك في الأبعاد المكانية بكل حرية مثل حركتنا لليمين و اليسار و الأعلي و الأسفل , فمن نفس المنطلق نستطيع التحرك بنفس الكيفية عبر الزمان و ننتقل من زمن لآخر و من عصر لآخر , و لكن الشرط اللازم للسفر عبر الزمن هو التحرك بسرعات تصل لسرعة الضوء .

بما أن الفرضيات تظل فرضيات حتي يتم إثباتها بالتجارب العلمية , ففرضيات السفر عبر الزمن أثبت بعضها في العصر الحديث حيث أن العلماء استطاعوا بالفعل تسريع جسيمات مثل الإلكترونات و البروتونات لسرعات مهولة تقترب من سرعة الضوء و لاحظوا أن مع زيادة السرعة زادت الكتلة و التي تتفق تماما مع نسبة الزيادة التي تتنبأ بها معادلات أينشتاين مما جعل فرضيات عبر الزمن صحيحة نظريا

استخدام الساعة الذرية :

واحدة من التجارب التي أجرت مؤخرا كانت تجربة تم إجراؤها باستخدام الساعات الذرية ( و هي ساعات دقيقة جدا حيث يصل مقدار الخطأ ثانية واحدة كل 30 مليون سنة تقريبا وفقا للإحصائيات الحديثة ) , حيث أنهم استخدموا في التجربة ساعتين ذريتين لهما نفس التوقيت فوضعوا إحداهما في صاروخ تم إطلاقه بسرعة كبيرة جدا و تركوا الأخري علي الأرض , و عندما رجع الصاروخ مرة أخري وجدوا أن الساعة التي كانت علي الصاروخ حدث بها تأخير في الوقت مقارنة بالساعة الموجودة علي الأرض و بالرغم أن التأخير كان ضئيلا جدا لا يتعدي جزء من الثانية إلا أنه يعتبر دليل قاطع علي صحة معادلات أينشتاين و علي إمكانية حدوث تغير في الزمن من مكان لآخر و من حالة لحالة أخري .

رغم أن نظرية النسبية تعتبر أكبر مساند لفكرة التنقل عبر الزمن إلا أنها تنفي إمكانية الرجوع بالزمن و السفر للماضي , فوفقا لنسبية أينشتاين يمكننا السفر للمستقبل فقط و حدوث تباطئ في زمن الأجسام , أما العودة للزمن فهي فكرة مرفوضة تماما في النظرية النسبية لأن النسبية لا تعترف بوجود صورة سالبة للزمن و وفقا لمعادلات النسبية فإنه كلما زادت سرعة الجسم و اقتربت من سرعة الضوء كلما قل الزمن الخاص بذلك الجسم حتي يتوقف عند وصوله لسرعة الضوء و إذا تعدت سرعته سرعة الضوء سيرجع الزمن للماضي و ذلك مستحيل حدوثه فوفقا لمعادلات أينشتاين لا يمكن لأي جسم أن يتعدي سرعة الضوء طالما أن لذلك الجسم كتلة

السفر عبر الزمن وفقا لمعادلات أينشتاين هو أمر صعب تطبيقه أما الرجوع بالزمن هو أمر مستحيل حدوثه , إلا أنه ظهرت بعض النظريات إدعت أن ذلك ممكن لأنها ابتعدت بشكل كلي عن التحرك بسرعة الضوء و عن الحركة من الأساس و اعتمدت علي وجود الثقوب السوداء ( الثقب الأسود هو نجم ضخم انفجر و انكمش لينهار علي نفسه و يمتلك قوة جاذبية ضخمة تبتلع الكواكب و النجوم و حتي الضوء ) , و ظهرت فكرة الثقوب السوداء عام 1916 بعد عام واحد من ظهور نظرية النسبية العامة و هذه الفرضية مرت بعدة تطورات حتي انتهت بفكرة أن الثقب الأسود موجود علي انحناء شديد في شبكة الزمكان و يبرط بين شبكتين مختلفتين من شبكات الزمكان و كأنه نفق متصل بكونين مختلفين , فأي جسم سيتمكن من المرور عبر الثقب الأسود و يتجاوز الاصطدام بمركز الثقب سيخرج من الناحية الأخري و يصل لفجوة زمنية مختلفة .

نظرية الثقوب السوداء :

هي إحدي النظريات التي ناقشت السفر عبر الزمن و التي لاقت شعبية كبيرة من عوام الناس لأن النظرية تسمح بالسفر للماضي و المستقبل علي عكس نظريات أينشتاين التي اقتصرت علي الإنتقال للمستقبل فقط , و لكن الفرضية كانت تعاني العديد من الثغرات و أحد تلك الثغرات أن أي جسم سيمر داخل الثقب الأسود لن يستطيع الخروج منه و سيصطدم بمركز الثقب و التي تسمي بـ نقطة الانسحاق و التي ينهار أي جسم يصطدم بها , و لكن عام 1963 نشر العالم روي كير حلول لتلك المشكلة و قال أن الثقوب السوداء هي ثقوب دودية و تتحرك من الداخل علي هيئة مسارات دائرية شبيهة بحركة المجرات أو حركة الكواكب حول نجومها و بالتالي توجد الإمكانية في تجنب مركز الثقب .

الفيزيائي ستيفن هوكينغ المشهور بأبحاثه عن الثقوب السوداء و لكنه من المعارضين لفكرة وجود آلة زمن أو فكرة الرجوع للماضي , بالإضافة أنه يري أن العودة للماضي هو تحايل علي الطبيعة , و أراد أن يثبت وجهة نظره بطريقة غريبة حيث أنه قام بعمل تجربة فلسفية لكي ينفي قدرة السفر للماضي حيث أنه أقام حفلة يوم 28 يونيو 2009 دون أن يخبر أحد و أرسل دعوات حضور الحفل بعد انتهاء الحفل بيوم واحد ( 29 يونيو ) , و عندما سأل عن السبب قال : لو كان السفر للماضي شيئ ممكن لكان جاء زائر من المستقبل ليحضر الحفل و لكنه لم يأت أحد .

نظرية الأوتار الكونية :

هي إحدي نظريات السفر عبر الزمن و التي تدعي أن الكون كله عبارة عن أوتار طاقة متناهية الصغر و هي وحدة بناء الذرات و الإلكترونات , و إذا حدث تقاطع بين وترين كونيين بسرعات معينة سينشأ مدار زمني منغلق بين فترتين زمنيتين مختلفتين و من خلاله سيحدث انتقال بين الأزمنة , و أثبت العالم كورت غودل بعض الفرضيات المتعلقة بالنظرية عام 1949 , و رغم أن نظرية الأوتار مقبولة عند البعض إلا أنها لا زالت في حيز الفرضيات و لا زالت تحتاج لأدلة .

فكرة السفر للماضي تعتبر المعضلة الأكبر في المجتمع العلمي مقارنة بالسفر للمستقبل لأن السفر للمستقبل تم إثبات حدوثه بالفعل كما قلنا في مثال ( الساعة الذرية و الصاروخ ) , أما السفر للماضي لا يزال عائقا و لم يستطع أحد إثباته , أحد الفرضيات التي تم طرحها عن السفر للماضي تقول أنه سيحدث الكثير من التناقضات في حالة عودة شخص للماضي لأنه سيغير في أحداث الماضي و بالتالي سيؤثر علي أحداث المستقبل فإذا مات المسافر للماضي في الماضي لن يكون له وجود في المستقبل , و لكن اقترح البعض حل لذلك التناقض من خلال مفهوم ( المسارات المتوازية للتاريخ ) فإذا سافر شخص ما للماضي و أحدث بعض التغييرات المؤثرة في المستقبل سيخلق مستقبل جديد في كون موازي و لكن مستقبل الشخص نفسه لن يتغير في كونه , و لكن هذا ليس له أي أساس من الصحة .

بالرغم من أن السفر عبر الزمن في العصر الحالي تم شرحه بطرق علمية من العلماء إلا أنه لا زالت بعض الأسئلة الفلسفية التي ليس لها أي إجابة مثل : لو كان هناك بالفعل إمكانية للسفر عبر الزمن لماذا لا يوجد زوار من المستقبل ؟ ,  و هل من الممكن للشخص المسافر في المستقبل أن يعيش في زمن أحفاده ؟ , و كيف يمكن من الأساس وجود كتلتين في زمنين مختلفين في الوقت ذاته ؟

.. اذا اعجبك المقال يمكنك متابعتنا علي الفيسبوك >> (معلومات عالطاير)
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

فقرات الموضوع