بالرغم من الأسطورة المتعلقة برحلة المستكشف الإسباني خوان بونثي دي ليون للبحث عن ينبوع الشباب في القرن الـ 16 , إلا أن البشرية من قديم الأزل و هم يبحثون عن الخلود أو علي الأقل زيادة أعمارهم , و بالفعل نجحت البشرية في زيادة عمرها بمعدل كبير فعندما تنظر إلي متوسط عمر الإنسان في القرن الماضي ستجد أنه كان 31 سنة , في حين أن متوسط عمر الانسان في وقتنا الحالي يصل إلي 68 سنة , و الذي ساعد في ذلك هو تطور المجال الطبي و ظهور لقاحات و أدوية تقي من أمراض قاتلة و تمنع انتشار الأمراض المعدية مما رفع من أعداد المعمرين علي وجه الأرض .
جين كالمينت :
تعبتر الفرنسية جين كالمينت هي أكبر المعمرين الموثقة أعمارهم بعد توفيها عام 1997 عن عمر يناهز الـ 122 سنة , و ذلك دليل علي حياة صحية في ظل الرعاية الطبية في عصرنا الحالي , و لكن ذلك لم يثني البعض عن تطلعهم لما هو أبعد من 100 سنة.
تعكف طائفة من العلماء في الوقت الحالي علي توفير علاج مضاد لتقدم العمر بأبحاث تقدر بملايين الدولارات , كما يدعي عدد من الباحثين أن ذلك الهدف يمكن تحقيقه خلال 10 سنوات قادمة حيث يمكن أن يصل عمر الإنسان لـ 1000 سنة.
حتي أن جوجل بدأت مؤخرا علي العمل علي مشروع يبطئ من التقدم في العمر مما يسمح للإنسان أن يعيش مئات السنين فوق عمره الطبيعي , و لكن السؤال هنا ماذا سيحدث بالفعل لو عاش الإنسان مئات السنين .
و مع فقدانه لذكرياته مع مرور الزمن سيفقد الإنسان هويته و ستتغير شخصيته و اهتماماته مما سيجعله شخص آخر تماما و بذلك سيتحول الإنسان لعدد من الأشخاص المختلفين خلال عمره بحسب المدة التي سيعيشها .
لكن الحالمين بالخلود و المدافعين عن الأبحاث الهادفة لتأخير عمر الإنسان يرون أنه كلما زاد عمرالإنسان سيمكنه ذلك من الاستمتاع بقدر أكبر للحياة و تقدير كل شيء حوله بقدره و سيصل في النهاية لطريقة يتكيف بها مع الوضع الجديد حتي لو كان ذلك الوضع 1000 سنة .
بعدما تحدثنا عن الفكرة نفسها , هل العلاج المضاد لتقدم العمر ذلك سيعالج الأمراض المصاحبة للشيخوخة أم لا , لا شك أن هدف العلماء من البحث عن علاج لتقدم العمر هو مساعدة الإنسانية و الحفاظ علي النفس البشرية بجانب البعد عن معاناتها , فلا يوجد أحد سيحب أن يعيش عمر طويل يعاني فيه من كل الأمراض و التي تشتد علي الإنسان بطبيعة الحال في نهاية عمره الطبيعي و التي تكلف الدول و المرضي مبالغ كبيرة من المال.
و بذلك السؤال المهم هنا : سيعيش الإنسان طيلة عمره سليم و معافي أم سيظل يعاني من أمراض مثل أمراض الزهايمر ؟
الحقيقة أنه لا يوجد إجابة محددة علي ذلك و لكن لو وجد بالفعل علاج يمكنه تأخير العمر يستطيع معالجة تلك الأنواع من الأمراض فذلك سيصنع فارقا كبيرا في حياة الإنسان , و لكن لو كان العلاج يؤخر تقدم العمر فقط فأغلب البشر حينها سيصرفون المليارات من أجل الرعاية الصحية مما سيجعل العلاج مقتصر علي طبقة معينة من البشر و في الدول المتقدمة فقط .
واحدة من أكبر الثغرات في نظرية إطالة عمر الإنسان لألف عام هو عدم قدرة أجهزة الجسم علي العمل لمئات السنين و الطبيعي ان مع تقدم عمر الإنسان تتدهور بعض وظائف و أعضاء الجسد و بنيان الأنسجة , و الذاكرة أيضا ستمتلئ مع مرور الزمن مما لن يستوعبه العقل و سيواجه صعوبة في تقبل أو فهم أي معلومات جديدة , مفاصل الجسد ستتحطم في النهاية مع الضغط و الحركة و كان رد المرحبين بفكرة إطالة العمر هو أن التكنولوجيا الحديثة ستسمح باستبدال أعضاء الجسد و الأطراف بأعضاء و أطراف صناعية.
و يعتقدون أنها في المستقبل ستعمل بكفاءة أعلي من الأعضاء الطبيعية للإنسان مما سيجعلنا نصل إلي فصيلة جديدة بمزايا متطورة , و الحقيقة أننا بذلك سنكون قد خرجنا تماما عن سكة إنقاذ حياة الإنسان و محاولة إطالة عمره و تحويله إلي ما يشبه الإنسان الآلي .
السؤال المهم بعيدا عن قدرتنا في تحقيق إطالة العمر أم لا هو : هل ستؤدي زيادة العمر إلي زيادة الاستمتاع بالحياة أم لا ؟
بمعني أن الأشياء التي تستمتع بفعلها في حياتك سيزيد استمتاعك بها عندما تقضي وقت أطول بفعلها و تجربتها ملايين المرات , الحقيقة أن تكرار ما نحب يققدها معناها و يفقد الانسان أي متعة في تكرارها , كما يري العلماء أن العمر الطبيعي للإنسان يحفزه دائما للاستفادة من كل لحظة في حياته فيعيش الانسان حياته الطبيعية بحماس و رغبة في تحقيق أهدافه و الاستمتاع بوجوده مع من يحب .
من المسائل التي تم طرحها هي طريقة تعامل الحكومات في العالم مع شعوب تعيش مئات السنين من ناحية الوظائف و السكن أو التعداد السكاني , لا شك أن في هذه الحالة ستضطر الشركات و الدول في رفع سن التقاعد للموظفين كي لا تضطر في دفع معاشات لكل شخص لمدة 900 عام علي سبيل المثال و منظور المعاش معتمد في اساسه علي عدم قدرة الانسان لأداء وظيفته بسبب تقدمه في العمر و لكن مع وصول أعمار البشرية لألف سنة لن يكون هناك داعي للتقاعد.
المشكلة الأكبر هنا أنه لن تتواجد فرص عمل للأجيال الجديدة لمناصب قيادية مما سيوقف التدرج في المناصب و سيظل الفرد طيلة حياته في منصبه دون أي ترقيات .
لكن ذلك لا يمنع أنه سيتواجد فرص عمل متاحة بصورة عامة لأن حجم التشغيل مرتبط دائما بحجم الطلب علي السلع و الخدمات و مع زيادة التعداد السكاني في ظل وصول حياة الإنسان لألف عام ستزداد الاحتياجات في جميع المجالات و ستحتاج القطاعات الحكومية و الخاصة توفير العدد اللازم للموظفين لتلبية حاجة السوق .
أما عن زيادة التعداد السكاني في أرجاء العالم حينها سيكون له تبعات خطيرة و خصوصا علي دول العالم الثالث , فالزيادة السكانية ستزيد الطلب علي العقارات مما سيسبب ارتفاع الأسعار و تحديدا مع زيادة عدد أفراد الأسرة الواحدة , و ذلك سيدفع الشركات و الحكومات في استغلال الأراضي أفضل استغلال و إنشاء مجمعات سكنية ضخمة توفر أكبر عدد من الشقق علي مساحة الأرض المتاحة .
و مما لا شك فيه سيتم فرض حلول قصرية لتحديد النسل مثل سياسة الطفل الواحد التي تنفذها الصين و التي استطاعت أن تخفض من معدل المواليد بنسبة كبيرة .
لا يعتقد البعض أن الزيادة السكانية ستسبب أي مشاكل بالمرة في حالة التوصل لعلاج يؤخر تقدم العمر , حيث أن الفقراء و هم النسبة الأكبر من سكان العالم لن يستطيعوا تحصيل ذلك النوع من العلاج و حتي لو استطاعوا ذلك فإن التلوث البيئي و التعداد السكاني و نقص الطعام و الشراب سيسببوا موت هؤلاء الفقراء مما سيسمح للصفوة البشرية البدء بنظام عالمي جديد يرتقون فيه و يزول من دونهم في النهاية .
لا شك أن جميعنا يتمني التوصل لعلاج يشفي المرضي من آلامهم و يسمح لنا العيش بين أصدقائنا و أهالينا أطول فترة ممكنة , و لكن هل الحياة لمئات السنين هي محاولة للحفاظ علي النفس البشرية أم لتدميرها !
تعكف طائفة من العلماء في الوقت الحالي علي توفير علاج مضاد لتقدم العمر بأبحاث تقدر بملايين الدولارات , كما يدعي عدد من الباحثين أن ذلك الهدف يمكن تحقيقه خلال 10 سنوات قادمة حيث يمكن أن يصل عمر الإنسان لـ 1000 سنة.
حتي أن جوجل بدأت مؤخرا علي العمل علي مشروع يبطئ من التقدم في العمر مما يسمح للإنسان أن يعيش مئات السنين فوق عمره الطبيعي , و لكن السؤال هنا ماذا سيحدث بالفعل لو عاش الإنسان مئات السنين .
الجوانب السلبية لزيادة عمر الإنسان :
من أكبر المخاطر التي يحذر منها العلماء في السعي وراء زيادة عمر الإنسان هو أن قدرتنا علي تذكر ماضينا ستقل بشكل كبير لدرجة أننا سننسي أقرب الناس إلينا و أيضا أهم الأشياء و اللحظات المميزة في حياتنا , لأن الإنسان في متوسط عمره الحالي ينسي الكثير من الأحداث المهمة في بداية حياته فلو عاش الإنسان ألف عام فمن الممكن أن ينسي كل تفاصيل نشأته حتي لو كانت مسجلة بالصور أو مقاطع الفيديو سيواجه صعوبة في تذكرها أو مجرد تصديقها , و حذر الباحثين أن الأمر قد يصل إلي نسيان الإنسان والديه أو أبنائه و فقدان أي شعور بالحب أو الترابط تجاههم .و مع فقدانه لذكرياته مع مرور الزمن سيفقد الإنسان هويته و ستتغير شخصيته و اهتماماته مما سيجعله شخص آخر تماما و بذلك سيتحول الإنسان لعدد من الأشخاص المختلفين خلال عمره بحسب المدة التي سيعيشها .
لكن الحالمين بالخلود و المدافعين عن الأبحاث الهادفة لتأخير عمر الإنسان يرون أنه كلما زاد عمرالإنسان سيمكنه ذلك من الاستمتاع بقدر أكبر للحياة و تقدير كل شيء حوله بقدره و سيصل في النهاية لطريقة يتكيف بها مع الوضع الجديد حتي لو كان ذلك الوضع 1000 سنة .
بعدما تحدثنا عن الفكرة نفسها , هل العلاج المضاد لتقدم العمر ذلك سيعالج الأمراض المصاحبة للشيخوخة أم لا , لا شك أن هدف العلماء من البحث عن علاج لتقدم العمر هو مساعدة الإنسانية و الحفاظ علي النفس البشرية بجانب البعد عن معاناتها , فلا يوجد أحد سيحب أن يعيش عمر طويل يعاني فيه من كل الأمراض و التي تشتد علي الإنسان بطبيعة الحال في نهاية عمره الطبيعي و التي تكلف الدول و المرضي مبالغ كبيرة من المال.
و بذلك السؤال المهم هنا : سيعيش الإنسان طيلة عمره سليم و معافي أم سيظل يعاني من أمراض مثل أمراض الزهايمر ؟
الحقيقة أنه لا يوجد إجابة محددة علي ذلك و لكن لو وجد بالفعل علاج يمكنه تأخير العمر يستطيع معالجة تلك الأنواع من الأمراض فذلك سيصنع فارقا كبيرا في حياة الإنسان , و لكن لو كان العلاج يؤخر تقدم العمر فقط فأغلب البشر حينها سيصرفون المليارات من أجل الرعاية الصحية مما سيجعل العلاج مقتصر علي طبقة معينة من البشر و في الدول المتقدمة فقط .
واحدة من أكبر الثغرات في نظرية إطالة عمر الإنسان لألف عام هو عدم قدرة أجهزة الجسم علي العمل لمئات السنين و الطبيعي ان مع تقدم عمر الإنسان تتدهور بعض وظائف و أعضاء الجسد و بنيان الأنسجة , و الذاكرة أيضا ستمتلئ مع مرور الزمن مما لن يستوعبه العقل و سيواجه صعوبة في تقبل أو فهم أي معلومات جديدة , مفاصل الجسد ستتحطم في النهاية مع الضغط و الحركة و كان رد المرحبين بفكرة إطالة العمر هو أن التكنولوجيا الحديثة ستسمح باستبدال أعضاء الجسد و الأطراف بأعضاء و أطراف صناعية.
و يعتقدون أنها في المستقبل ستعمل بكفاءة أعلي من الأعضاء الطبيعية للإنسان مما سيجعلنا نصل إلي فصيلة جديدة بمزايا متطورة , و الحقيقة أننا بذلك سنكون قد خرجنا تماما عن سكة إنقاذ حياة الإنسان و محاولة إطالة عمره و تحويله إلي ما يشبه الإنسان الآلي .
السؤال المهم بعيدا عن قدرتنا في تحقيق إطالة العمر أم لا هو : هل ستؤدي زيادة العمر إلي زيادة الاستمتاع بالحياة أم لا ؟
بمعني أن الأشياء التي تستمتع بفعلها في حياتك سيزيد استمتاعك بها عندما تقضي وقت أطول بفعلها و تجربتها ملايين المرات , الحقيقة أن تكرار ما نحب يققدها معناها و يفقد الانسان أي متعة في تكرارها , كما يري العلماء أن العمر الطبيعي للإنسان يحفزه دائما للاستفادة من كل لحظة في حياته فيعيش الانسان حياته الطبيعية بحماس و رغبة في تحقيق أهدافه و الاستمتاع بوجوده مع من يحب .
من المسائل التي تم طرحها هي طريقة تعامل الحكومات في العالم مع شعوب تعيش مئات السنين من ناحية الوظائف و السكن أو التعداد السكاني , لا شك أن في هذه الحالة ستضطر الشركات و الدول في رفع سن التقاعد للموظفين كي لا تضطر في دفع معاشات لكل شخص لمدة 900 عام علي سبيل المثال و منظور المعاش معتمد في اساسه علي عدم قدرة الانسان لأداء وظيفته بسبب تقدمه في العمر و لكن مع وصول أعمار البشرية لألف سنة لن يكون هناك داعي للتقاعد.
المشكلة الأكبر هنا أنه لن تتواجد فرص عمل للأجيال الجديدة لمناصب قيادية مما سيوقف التدرج في المناصب و سيظل الفرد طيلة حياته في منصبه دون أي ترقيات .
لكن ذلك لا يمنع أنه سيتواجد فرص عمل متاحة بصورة عامة لأن حجم التشغيل مرتبط دائما بحجم الطلب علي السلع و الخدمات و مع زيادة التعداد السكاني في ظل وصول حياة الإنسان لألف عام ستزداد الاحتياجات في جميع المجالات و ستحتاج القطاعات الحكومية و الخاصة توفير العدد اللازم للموظفين لتلبية حاجة السوق .
أما عن زيادة التعداد السكاني في أرجاء العالم حينها سيكون له تبعات خطيرة و خصوصا علي دول العالم الثالث , فالزيادة السكانية ستزيد الطلب علي العقارات مما سيسبب ارتفاع الأسعار و تحديدا مع زيادة عدد أفراد الأسرة الواحدة , و ذلك سيدفع الشركات و الحكومات في استغلال الأراضي أفضل استغلال و إنشاء مجمعات سكنية ضخمة توفر أكبر عدد من الشقق علي مساحة الأرض المتاحة .
و مما لا شك فيه سيتم فرض حلول قصرية لتحديد النسل مثل سياسة الطفل الواحد التي تنفذها الصين و التي استطاعت أن تخفض من معدل المواليد بنسبة كبيرة .
لا يعتقد البعض أن الزيادة السكانية ستسبب أي مشاكل بالمرة في حالة التوصل لعلاج يؤخر تقدم العمر , حيث أن الفقراء و هم النسبة الأكبر من سكان العالم لن يستطيعوا تحصيل ذلك النوع من العلاج و حتي لو استطاعوا ذلك فإن التلوث البيئي و التعداد السكاني و نقص الطعام و الشراب سيسببوا موت هؤلاء الفقراء مما سيسمح للصفوة البشرية البدء بنظام عالمي جديد يرتقون فيه و يزول من دونهم في النهاية .
لا شك أن جميعنا يتمني التوصل لعلاج يشفي المرضي من آلامهم و يسمح لنا العيش بين أصدقائنا و أهالينا أطول فترة ممكنة , و لكن هل الحياة لمئات السنين هي محاولة للحفاظ علي النفس البشرية أم لتدميرها !
تعليقات
إرسال تعليق