من المعروف أن البشر كائنات إجتماعية يحبون إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي و في الماضي هذه الأشياء لم تكن موجودة.
كان في الماضي يترقب المفترس فريسته خلف الأشجار و النباتات و ينقض في اللحظة المناسبة علي فريسته لكي يفترسها, فالكائنات التي كانت لديها القدرة علي الإنتباه لما يراقبها من بعيد كانت هي الأصلح للبقاء فكانت تمتلك الجينات التي تجعلها أصلح للبقاء.
فعام 2000 لاحظ العلماء أن الخلايا العصبية لمخك يتم إثارتها عندما ينظر أحد إليك و تذهب الإثارة عندما تبعد عنك النظرة بدرجة أو درجتين فقط، و كأننا مبرمجون للإنتباه بما يحدث حولنا.
و هذا ما سيجعلنا نتحدث في هذا المقال عن شيئ يتجسس علينا الآن.
الجهاز الذي يعطيك القدرة الآن علي قرائتك هذا المقال قد يكون يتجسس عليك و هو جهاز الواي فاي (wifi).
عام 2016 إستطاعت مجموعة بحثية في الصين عن طريق إستخدام جهاز الواي فاي بتحديد من الذي بداخل الغرفة الموجود بها الجهاز بدقة تصل الي 90%.
الذي يحدث أن جهاز الواي فاي خاصتك يخرج مجموعة من الموجات و عندما تصطدم تلك الموجود بشيئ ما ترتد مرة أخرى و هكذا يمكنك معرفة أن هناك شيئ ما بالغرفة.
كون أن الفريق إستخدم جهاز واي فاي عادي الموجود في البيوت لكي يستطيعوا معرفة معلومات داخل غرفة مغلقة فهذا يعتبر شيئاً في قمة الثورية، فكل ما عليهم فعله هو تدريبه علي التعرف علي الأجسام و من بعد ذلك سيتعرف عليها بمفرده.
في العام الذي قبله قال فريق أسترالي أنهم يمكنهم جعل الجهاز يطلق صافرة إذا وجد شخصاً غير مدعو موجوداً في القاعة أو الإجتماع عن طريق إستخدام الواي فاي أيضاً.
إستطاع فريق ال MIT جعل جهاز واي فاي عادي جداً يقوم بعد عدد الأشخاص الموجودين داخل الغرفة من خلف الجدار بدقة قد تصل إلي 100%.
لا تظن أن هذا من السهل فعله فالعالم من حولك يتحرك بعبثية و مخك مبرمج علي التعامل مع تلك العبثية بالتفريق بين الألوان و الأجسام و الوجوه فهذا شيئ سهل علي البشر و الكائنات الحية , أما هذا صعب جداً علي جهاز الكمبيوتر.
في كتاب من كتب أوليفر ساكس (Oliver sacks) تحدث عن أحد مرضاه يحكي
فيه أن المريض قام من مكانه و وضع يده علي وجه زوجته و ظل يشد رأس زوجته علي أنها قبعته و هو مقتنع تماما بانها قبعته و ليست راس زوجته.
هذه الحالة عند المريض تسمي ب (visual agnosia) حيث أن المريض يمكنه الرؤية جيدأ و لكنه لا يمكنه التفريق بين الأشياء. كذلك جهاز الكمبيوتر الذي يستقبل أي شيئ يحتاج ايضا إلي الكثير من التدريبات و الإمكانيات ليمكنه تحديد حركة و عدد الموجودين و معرفة الأجسام المحيطة به و تحديد أماكنها و وجهتها.
فيه أن المريض قام من مكانه و وضع يده علي وجه زوجته و ظل يشد رأس زوجته علي أنها قبعته و هو مقتنع تماما بانها قبعته و ليست راس زوجته.
هذه الحالة عند المريض تسمي ب (visual agnosia) حيث أن المريض يمكنه الرؤية جيدأ و لكنه لا يمكنه التفريق بين الأشياء. كذلك جهاز الكمبيوتر الذي يستقبل أي شيئ يحتاج ايضا إلي الكثير من التدريبات و الإمكانيات ليمكنه تحديد حركة و عدد الموجودين و معرفة الأجسام المحيطة به و تحديد أماكنها و وجهتها.
إستطاع فريق ال MIT عام 2015 جعل جهاز الكمبيوتر يستطيع التفرقة بين الأشخاص الموجودين و هويتهم عن طريق النفس و ضربات القلب بإستخدام موجات الواي فاي , و ليس هذا فقط بل إن فرق بحثية كثيرة إستطاعت جعله يستشعر أدق التفاصيل.
عام 2015 بدقة تصل إلى 93% و من خلال جهاز عادي جداً إستطاعت مجموعة من الباحثين تحديد ما الذي يكتبه شخص معين علي لوحة المفاتيح.
مجموعة بحثية من جامعة بيركلي (The university of california Berkeley) عام 2014 إستطاعت عن طريق التشوهات و الإنعكاسات التي يصنعها الفم أثناء التحدث بدقة تصل إلى 91% معرفة ما الذي يقوله أي شخص عن طريق موجات الواي فاي فقط..... و بدقة 74% لو كان هناك 6 أشخاص موجودين بنفس المكان.
هذا يعني أن جهاز واي فاي عادي مثل الذي تمتلكه لو إستخدمه مبرمج من بيركلي سيعرف ما الذي تقوله و ما الذي تفعله.
هذا يعني أن جهاز واي فاي عادي مثل الذي تمتلكه لو إستخدمه مبرمج من بيركلي سيعرف ما الذي تقوله و ما الذي تفعله.
و كالعادة هذه الأجهزة قد تستخدم في الخير أو في التجسس علي الناس , فهل التقدم في شيئ مثل هذا جيد أم سيئ ..... هل يجب علينا إيقاف تلك الأبحاث أم الإستمرار فيها ؟
تعليقات
إرسال تعليق