ذات يوم , قال (تشارلي تشابلن) نكتة أمام الجمهور فضحك الجميع و أعادها مرة أخري فضحك البعض ثم أعادها للمرة الثالثة فلم يضحك أحد , بعدها قال : " إذا لم تستطع أن تضحك و تضحك لنفس النكتة فلماذا تبكي و تبكي لنفس الهموم و الآلام"
كان شابلن فنانا بدرجة فيلسوف يخفي تحت صورته المضحكة في أذهان الملايين حزنا و ألما لسنوات و سنوات عديدة.
تشارلي تشابلن أشهر فنان كوميدي في القرن العشرين تفوق شهرته الوصف فقد كتب عنه أكثر من ألف كتاب و مقال و ترجمت إلي أكثر من 40 لغة , فكان تشارلي تشابلن فنانا متعدد المواهب , فقد كان ممثلا كوميديا قديما كما كان يخرج أفلامه و ينتجها و يكتبها و يقوم بمنتاجها بنفسه و لكن ما كان لا يعرفه البعض أنه كان أيضا مؤلفا و موسيقيا و أيضا ملحنا موهوب.
نشأته :
ولد تشارلي سبنسر تشابلن في ضاحية (وول وورث) و هي الأكثر فقرا و بؤسا في العاصمة الإنجليزية (لندن) عام 1889.
يقول تشابلن أن طفولته كانت رحلة من العذاب فكان والده مغنيا و هو من أصل فرنسي و كانت أمه مغنية و ممثلة من أصل يهودي و قد انفصل والداه قبل بلوغه ثلاث سنوات.
رغم وراثته الموهبة الفنية من والديه إلا أنه لم يذق النعيم و الشهرة بفضلهما بل عاني في طفولته انفصال والديه فعاش مع والدته في فقر شديد و ظروف صعبة خاصة بعد أن فقدت والدته عملها في المسرح نتيجة إصابة أحبالها الصوتية , كما اضطر تشابلن إلي العمل مع أخيه الأكبر في مسح الأحذية و بعد سنوات تأزمت ظروف العائلة و لم تعد والدته قادرة علي رعايته هو أخيه فقررت السلطات وضعهما في ملجأ للفقراء.
توفي والد تشابلن عندما كان عمر تشابلن 13 عاما و عانت والدته إنهيارا عصبيا لتوضع فيما بعد في مصحة للأمراض العقلية.
اكتشاف موهبته :
ظهرت بدايات الموهبة الكوميدية لـ تشارلي تشابلن علي المسرح في سن مبكرة حين وجد نفسه و هو في سن الخامسة مجبرا علي إنقاذ والدته حين فقدت صوتها أثناء الغناء وسط صراخ الجمهور فقدم عرضا فوريا مرتجلا نال استحسان الحاضرين , و بعد أن قضي شابلن قرابة 20 عاما في العمل المسرحي في إنجلترا قام بمرافقة إحدي الفرق المسرحية البريطانية المتجولة في الولايات المتحدة ثم انتقل إلي السينما في بداياتها و ظهر في عدد من الأفلام الأمريكية الكوميدية الصامتة القصيرة في عام 1914 حيث حقق نجاحا كبيرا و أصبح من كبار نجوم الكوميدية في السينما الأمريكية و أعلاهم أجرا.
قام تشارلي تشابلن بابتكار شخصية (المتشرد) و طورها و أضاف عليها أبعادا إنسانية متعددة بدأت بالشكل التقليدي المميز للمتشرد إضافة إلي قبعته و عصاه و بنطاله الواسع و حذاؤه الكبير و مشيته المميزة , كما شملت حركاته الكوميدية السريعة و مغامراته التي تجمع بين القصص الغرامية و المواقف الإنسانية العاطفية و القصص الحزينة البائسة.
ثم تفرغ تشارلي تشابلن لإخراج أفلامه و إنتاجها و تأليفها و القيام ببطولتها و القيام بمنتاجها و توزيعها و أيضا تأليف موسيقاها التصويرية و تلحين أغانيها.
اقترنت شخصية المتشرد السينمائية بشخصية تشارلي تشابلن في أذهان و مخيلات أجيال كثيرة من رواد السينما في العالم بأسره و استحوذ علي حب و إعجاب آلاف الملايين من الناس بتقديمه أعمال سينمائية رفيعة في مستواها الفني و لكنها أيضا ذات مضمون اجتماعي و إنساني حرك في مشاعر و وجدان الناس , و تجمع شخصية (المتشرد) بين السجادة من ناحية و بين الذكاء الذي يصل لدرجة العبقرية من ناحية أخري فقد كان فاشلا في أداء واجباته لكنه كان ماكرا في التحايل و العبث و الوصول إلي أغراضه.
عبر تشابلن في أفلامه عن روح و جوهر الفن الكوميدي و أدرك دائما أن الفن الكوميدي فن جاد في جوهره فـ (المتشرد) لم يكن يدرك أنه شخص هزلي و لكنه كان يضحك العالم كله , و لما كان تشابلن جزءا من السينما في ايامها الأولي فقد نما و تطور مع نموها فعندما انقضي عهد المتشرد تحول إلي الأفلام الناطقة , كان ذلك التغيير ضروريا بالنسبة لـ تشابلن و بالنسبة للعصر الذي قدمت فيه أفلامه الناطقة بالرغم أنه كان رافضا لهذا التطور في البداية و كان يري أن الفن الحقيقي لا يحتاج لكلمات حتي يصل للمشاهد.
و من أكبر الدلائل علي أثره في صناعة السينما الأمريكية أن استوديوهين سينمائيين أعلنا إفلاسهما في فترة العشرات بعد أن ترك تشارلي تشابلن كل منهما ليعمل مع استوديو آخر , و لعل في ذلك مؤشرا واضحا علي أهمية الدور الذي كان يلعبه تشابلن في إيرادات تلك الاستوديوهات.
في عام 1940 قام تشابلن بعمل فيلم (الديكتاتور العظيم) و الذي جسد فيه شخصية القائد (أدولف هتلر) النازية بطريقة كوميدية وضع فيه رؤيته الخاصة عن الديكتاتورية و التسلط و حلم السيطرة علي العالم , و سبب الفيلم الكثير من المشاكل لـشابلن حتي وصل الأمر إلي نفيه من أمريكا و انتقاله إلي سويسرا فقد كانت ألمانيا النازية في هذا الوقت في أقوي حالاتها و لكنه لم يتردد في تقديم الفيلم و مهاجمة القائد هتلر , و لم يكن (الديكتاتور العظيم) هو السبب الوحيد لنفي تشابلن خارج أمريكا بل إنه كان متهما بميوله الشيوعية فتعرض للمراقبة الشديدة من مكتب التحقيقات الفيدرالية في محاولة للوصول لأي صلة لعمالة شابلن الشيوعية و من ثم نفيه خارج أمريكا , لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يجد أي دليل ضده و لكن ذلك لم يمنعهم من نفي شابلن و منعه من الرجوع إلي الولايات المتحدة منذ عام 1952 و حتي وفاته.
تزوج تشابلن 4 مرات : المرة الأولي من نجمة السينما (ميلدريد هاريس) و كان زواجهما غريبا حيث كانت لا تزال في الـ 16 من عمرها مما أدي إلي انتقاض المجتمع الأمريكي له , و بعد تجربته الأولي الفاشلة قرر الزواج من (ليليتا مكموراي) قبل التعرف عليها أثناء تصوير فيلم (هجوم الذهب) و دام الزواج لعامين أنجب منها ولديه الكبيرين , و يري البعض أن هذا الزواج يستحق أن ينال لقب أسوأ علاقة نسائية لـشارلي شابلن في حياته.
طلبت ليليتا مكموراي الطلاق و بعد مشاورات حصلت عليه و حصلت علي تعويضات مالية كبيرة و قد أدت مشاكلهما إلي هجوم شرس علي شابلن من الصحافة و كان السبب أن إحدي الشكاوي التي قدمتها ليليتا ضده اتهمته فيها أنه لا يتكفل بإطعام ولديه , و قد أدت تلك الشكوي إلي تدخل الجمعيات النسائية الأمريكية في صفها حتي إن إحدي هذه الجمعيات قالت : " إذا كان تشابلن يعتقد أنه بإمكانه تجويع أولاده فهو مخطئ" , و بدأت تلك الجمعيات في جمع تبرعات تحت عنوان (لإطعام أولاد شابلن) مما أنقص من شعبيته خلال تلك الفترة.
تزوج تشابلن للمرة الثالثة من نجمة السينما (بوليت غودارد) التي أحبها بشدة لاشتراكهما معا في كثير لحظات جنونه كفنان و لحظات وحدته التي لم يكن يتحملها و لكن مع مرور الوقت سائت علاقتهما حتي انفصلا.
زواجه الرابع كان من (أونيل) إبنة الكاتب المسرحي الشهير (أوجين أونيل) االذي لم يوافق علي هذا الزواج لأنه كان يعتقد بأن ابنته سوف تعاني مع الرجل المزواج شارلي شابلن مثل زوجاته السابقات و لأن ابنته لم تبلغ من العمر سوي 18 سنة بينما كان عمر تشارلي تشابلن 54 عام , و لكن توقعات الأب لم تكن صحيحة حيث ابنته ظلت زوجة شابلن مدي الحياة و أنجبت له 8 أطفال.
فاز تشابلن بجائزتي أوسكار فخريتين في عامي 1927 و 1971 كما حصل علي جائزة الـ أوسكار لأفضل موسيقي تصويرية عن فيلمه الشهير ( أضواء المسرح).
كان تشارلي تشابلن فنانا استثنائيا عبقري في الكثير من الأشياء نجح في رسم البسمة علي وجوه الكثيرين خلال فترة من أسوأ فترات الإنسانية خلال سنوات من الدمار و القتل بسبب الحرب العالمية الأولي و بعدها الحرب العالمية الثانية.
قام تشارلي تشابلن بابتكار شخصية (المتشرد) و طورها و أضاف عليها أبعادا إنسانية متعددة بدأت بالشكل التقليدي المميز للمتشرد إضافة إلي قبعته و عصاه و بنطاله الواسع و حذاؤه الكبير و مشيته المميزة , كما شملت حركاته الكوميدية السريعة و مغامراته التي تجمع بين القصص الغرامية و المواقف الإنسانية العاطفية و القصص الحزينة البائسة.
ثم تفرغ تشارلي تشابلن لإخراج أفلامه و إنتاجها و تأليفها و القيام ببطولتها و القيام بمنتاجها و توزيعها و أيضا تأليف موسيقاها التصويرية و تلحين أغانيها.
اقترنت شخصية المتشرد السينمائية بشخصية تشارلي تشابلن في أذهان و مخيلات أجيال كثيرة من رواد السينما في العالم بأسره و استحوذ علي حب و إعجاب آلاف الملايين من الناس بتقديمه أعمال سينمائية رفيعة في مستواها الفني و لكنها أيضا ذات مضمون اجتماعي و إنساني حرك في مشاعر و وجدان الناس , و تجمع شخصية (المتشرد) بين السجادة من ناحية و بين الذكاء الذي يصل لدرجة العبقرية من ناحية أخري فقد كان فاشلا في أداء واجباته لكنه كان ماكرا في التحايل و العبث و الوصول إلي أغراضه.
عبر تشابلن في أفلامه عن روح و جوهر الفن الكوميدي و أدرك دائما أن الفن الكوميدي فن جاد في جوهره فـ (المتشرد) لم يكن يدرك أنه شخص هزلي و لكنه كان يضحك العالم كله , و لما كان تشابلن جزءا من السينما في ايامها الأولي فقد نما و تطور مع نموها فعندما انقضي عهد المتشرد تحول إلي الأفلام الناطقة , كان ذلك التغيير ضروريا بالنسبة لـ تشابلن و بالنسبة للعصر الذي قدمت فيه أفلامه الناطقة بالرغم أنه كان رافضا لهذا التطور في البداية و كان يري أن الفن الحقيقي لا يحتاج لكلمات حتي يصل للمشاهد.
أفلامه :
أسهمت أفلام تشابلن بدور رئيسي و بارز في تاريخ السينما و لعبت دورا محوريا في التطور الفني للأفلام و شملت روائعه السينمائية الصامتة أفلام مثل (الطفل) و (البحث عن الذهب) و (السيرك) و (أضواء المدينة) و (الأزمة الحديثة) و توضع هذه الأفلام ضمن أفضل الأفلام التي قدمتها السينما في القرن العشرين حتي اليوم.و من أكبر الدلائل علي أثره في صناعة السينما الأمريكية أن استوديوهين سينمائيين أعلنا إفلاسهما في فترة العشرات بعد أن ترك تشارلي تشابلن كل منهما ليعمل مع استوديو آخر , و لعل في ذلك مؤشرا واضحا علي أهمية الدور الذي كان يلعبه تشابلن في إيرادات تلك الاستوديوهات.
في عام 1940 قام تشابلن بعمل فيلم (الديكتاتور العظيم) و الذي جسد فيه شخصية القائد (أدولف هتلر) النازية بطريقة كوميدية وضع فيه رؤيته الخاصة عن الديكتاتورية و التسلط و حلم السيطرة علي العالم , و سبب الفيلم الكثير من المشاكل لـشابلن حتي وصل الأمر إلي نفيه من أمريكا و انتقاله إلي سويسرا فقد كانت ألمانيا النازية في هذا الوقت في أقوي حالاتها و لكنه لم يتردد في تقديم الفيلم و مهاجمة القائد هتلر , و لم يكن (الديكتاتور العظيم) هو السبب الوحيد لنفي تشابلن خارج أمريكا بل إنه كان متهما بميوله الشيوعية فتعرض للمراقبة الشديدة من مكتب التحقيقات الفيدرالية في محاولة للوصول لأي صلة لعمالة شابلن الشيوعية و من ثم نفيه خارج أمريكا , لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يجد أي دليل ضده و لكن ذلك لم يمنعهم من نفي شابلن و منعه من الرجوع إلي الولايات المتحدة منذ عام 1952 و حتي وفاته.
تزوج تشابلن 4 مرات : المرة الأولي من نجمة السينما (ميلدريد هاريس) و كان زواجهما غريبا حيث كانت لا تزال في الـ 16 من عمرها مما أدي إلي انتقاض المجتمع الأمريكي له , و بعد تجربته الأولي الفاشلة قرر الزواج من (ليليتا مكموراي) قبل التعرف عليها أثناء تصوير فيلم (هجوم الذهب) و دام الزواج لعامين أنجب منها ولديه الكبيرين , و يري البعض أن هذا الزواج يستحق أن ينال لقب أسوأ علاقة نسائية لـشارلي شابلن في حياته.
طلبت ليليتا مكموراي الطلاق و بعد مشاورات حصلت عليه و حصلت علي تعويضات مالية كبيرة و قد أدت مشاكلهما إلي هجوم شرس علي شابلن من الصحافة و كان السبب أن إحدي الشكاوي التي قدمتها ليليتا ضده اتهمته فيها أنه لا يتكفل بإطعام ولديه , و قد أدت تلك الشكوي إلي تدخل الجمعيات النسائية الأمريكية في صفها حتي إن إحدي هذه الجمعيات قالت : " إذا كان تشابلن يعتقد أنه بإمكانه تجويع أولاده فهو مخطئ" , و بدأت تلك الجمعيات في جمع تبرعات تحت عنوان (لإطعام أولاد شابلن) مما أنقص من شعبيته خلال تلك الفترة.
تزوج تشابلن للمرة الثالثة من نجمة السينما (بوليت غودارد) التي أحبها بشدة لاشتراكهما معا في كثير لحظات جنونه كفنان و لحظات وحدته التي لم يكن يتحملها و لكن مع مرور الوقت سائت علاقتهما حتي انفصلا.
زواجه الرابع كان من (أونيل) إبنة الكاتب المسرحي الشهير (أوجين أونيل) االذي لم يوافق علي هذا الزواج لأنه كان يعتقد بأن ابنته سوف تعاني مع الرجل المزواج شارلي شابلن مثل زوجاته السابقات و لأن ابنته لم تبلغ من العمر سوي 18 سنة بينما كان عمر تشارلي تشابلن 54 عام , و لكن توقعات الأب لم تكن صحيحة حيث ابنته ظلت زوجة شابلن مدي الحياة و أنجبت له 8 أطفال.
فاز تشابلن بجائزتي أوسكار فخريتين في عامي 1927 و 1971 كما حصل علي جائزة الـ أوسكار لأفضل موسيقي تصويرية عن فيلمه الشهير ( أضواء المسرح).
وفاته :
توفي تشابلن عام 1977 مغادرا الحياة بعد 88 عاما مليئة بالعمل و الكفاح مانحا السعادة للملايين في أكثر من 80 فيلما و كان تشييعه فاق الوصف حيث حضر جنازته أكثر من 20 رئيس دولة كجنازة رسمية و حضر جنازته الملايين و هم يحملون صورته و يبكون , لكن حكايات شابلن لا تتوقف هنا فبعد وفاته في نفس العام سرقت جثته في أحد أعياد الميلاد فكانت محاولة طائشة للحصول علي فدية من الأهل و لكن الشرطة تمكنت من استرجاع الجثة بعد 11 أسبوع من البحث و تم حفظ جثة شابلن علي بعد 6 أقدام تحت طبقة خرسانية سميكة.كان تشارلي تشابلن فنانا استثنائيا عبقري في الكثير من الأشياء نجح في رسم البسمة علي وجوه الكثيرين خلال فترة من أسوأ فترات الإنسانية خلال سنوات من الدمار و القتل بسبب الحرب العالمية الأولي و بعدها الحرب العالمية الثانية.
تعليقات
إرسال تعليق