القائمة الرئيسية

الصفحات

بروسلي ـ أسطورة الكونغ فو

بروسلي

التنين الصيني 

(بروسلي) الأسطورة الخالدة , التنين الصغير , أفضل لاعب كونغ فو , كلها ألقاب حملها بروسلي أشهر معلمي الفنون القتالية في التاريخ , و الذي يمثل صورة بطل الكونغ فو لدي الجميع بقامته القصيرة صاحب الفوة الفولاذية و النظرات الحادة.

نشأته :

التنين الصينيلقب (التنين) لم يلحق باسمه فقط بعد أن أصبح نجما إنما منذ لحظة مولده كان ينادي بهذا الاسم كنوع من المزاح و لذلك لأن (لي) المولود في الـ 27 من شهر نوفمبر عام 1940 كانت ساعة مولده في الفترة ما بين الساعتين السادسة و الثامنة صباحا , و وفقا للـموروث الشعبي الصيني فإن تلك الفترة يطلق عليها (ساعة التنين) بجانب أن تاريخ مولده ينتمي إلي برج التنين وفقا لدائرة الأبراج الصينية.

أما عن اسمه فقد اختارت له والدته اسما نسائيا و هو : (لي جان فان) لإبعاد الحسد عنه و لكن اسم (بروس) اعطته له ممرضة بالمستشفي التي ولد بها أما عن محل ميلاد بروسلي فكانت الولايات المتحدة الأمريكية أثناء قيام والده الذي كان يعمل مغنيا في (أوبرا هونكونغ) بجولة عمل هناك و قد عادت الأسرة بأكملها إلي الصين مرة أخري حين كان عمره 3 أشهر.

كان بروسلي شديد الشغف بممارسة الرياضة بمختلف أنواعها و لكن كان شغفه الأكبر بـ الفنون القتالية و ألعاب الدفاع عن النفس و قد تسبب انشغاله بالتدريب عن الدراسة حتي حصل علي درجات متدنية بأكثر من مرحلة دراسية و لذلك تم نقله إلي مدرسة أخري أقل في المستوي.

بروسلي و الفنون القتالية :

بداية علاقة بروسلي بالفنون القتالية و خاصة الكونغ فو كانت في عمر الـ 13 تقريبا و كان سبب اتجاه بروسلي لها هو تعرضه للضرب علي أيدي من تشاجر معهم فقرر حينها لحضور حصص تدريبية يتعلم منها كيفية الدفاع عن النفس و قد رفض الكثير لتدريبه و ذلك بسبب اصله المختلف و الصينيين حينها كانوا يرفضون تعليم الفنون القتالية لغير الصينيين.

اشترك بروسلي في العديد من قتالات الشوارع و تورط في قتال مع ابن قائد عصابة ثلاثية كان يخشاها الجميع إذ أبرحه بروسلي ضربا قاسيا مما خلق عداوة بينه و بين العصابة و كان عمره لا يتعدي الـ 19 عام , فأصبح والد بروسلي قلقا أشد القلق علي ابنه فقرر هو و أمه إرساله إلي الولايات المتحدة الأمريكية للعيش مع صديق قديم لوالده

ترك بروسلي أهله بمائة دولار في جيبه و في عام 1959 استكمل مشواره التعليمي في الولايات المتحدة الأمريكية ثم تمكن بعدها من الالتحاق بجامعة (واشنطن) حيث تخصص في دراسة الفلسفة.

زواجه :

تزوج بروسلي من زوجته (ليندا) عام 1964 و أنجب منها طفلين و هما (شانون لي) و (براندون لي) الذي كان من شأن براندون أن يحذو حذو والده و يصبح ممثلا أيضا إلا أنه توفي في حادث تحت ظروف غامضة أثناء تصوير فيلم عام 1993.
و شانون أيضا أصبحت ممثلة و ظهرت في بعض أفلام ذات ميزانية منخفضة في منتصف التسعينات.

بروسلي و الفن :

دخل بروسلي عالم الفن عندما قدمه والده لتمثيل عدد من الأفلام عندما كان لا يزال طفلا حتي أنه ظهر في 20 فيلما في طفولته ثم دخل العديد من المسابقات في الفنون القتالية في الكونغ فو حتي أثار إعجاب الكثير من المنتجين السينمائيين فمثل في عدد من المسلسلات حتي جائته الفرصة الأكبر عندما قدم فيلم (الرئيس الكبير) في بداية السبعينات جاء بعده فيلم (قبضة الغضب) ثم فيلم (دخول التنين) و قد واجه أثناء تصويره الفيلم كراهية شديدة من (هوليوود) بسبب كونه البطل الأول لأنه صيني , فسافر بسبب ذلك إلي هونكونغ حتي استدعته هوليوود من جديد لإكمال الفيلم و كان هذا هو الفيلم الأخير قبل وفاته.

و باشر بعد ذلك بتصوير فيلمه الجديد (لعبة الموت) الذي مات فيه أثناء التصوير و لم يصور سوي مشاهد قليلة فقط فتم إيقاف التصوير لبضعة سنوات و بعد ذلك اكتمل تصوير الفيلم بممثل شبيه له و قد حقق نجاحا مهولا.

استطاع بروسلي أن يشكل أسطورة الفن القتالي و تأثر جميع الشباب في أنحاء العالم به و حتي الممثلون الصينيون تأثروا به أيضا بأساليبه و أفكاره و روحه و فوق ذلك كان تأثير شعبيه بروسلي في الشارع الصيني تفرض علي المنتجين و الممثلين أن يقلدوه و قد سجلت أفلام بروسلي أرقاما قياسية في آسيا و هوليوود و ذلك إلي جانب كونه بطل السينما الأول آسيا في تلك الأيام.

مما لا يجب أن ننساه أن بروسلي تعرض لإصابة شديدة في ظهره أثناء قيامه ببعض الحركات الخطرة و قد استغل الفترة التي كان يتلقي فيها العلاج في الكتابة و اختراع أساليب قتالية جديدة.

بروسلي هو الصيني الأول الذي تتصدر صورته الملصقات الدعائية للأفلام السينمائية بالرغم أنه قام بطولة 5 أفلام فقط في حياته و لكنه تمكن من تحطيم العرف السائد أيامها حيث كان كان ظهور الصينيين بالأفلام لا يكون إلا من خلال أدوار ثانوية منهيا بذلك زمن العنصرية السينمائية ضد الآسياويين في هوليوود و قد فتح نوعا جديدا من الأفلام و هي أفلام القتال الآسيوي أو بما تعرف بـ (أفلام الكونغ فو) و قد سار علي نهجه الكثير و أصبحوا نجوما لامعين في هوليوود و أشهرهم (جاكي شان) و (جيت لي).

و لكن بين كل هذه الشهرة و الثراء و النجومية و القوة و في ريعان شبابه حيث كان في الـ 32 من عمره فجأة و بدون إنذار سابق صدم العالم كله بخبر وفاة بروسلي و كان ذلك في الـ 20 من يوليو عام 1973 و وفقا للتقارير الرسمية أنه توفي نتيجة تعرضه لنزيف في المخ , و قد حزن العالم كله لوفاة النجم و الرياضي و بطل الكونغ فو المحبوب بروسلي.

قبر بروسليوفاة بروسلي لازالت محل جدل إلي الآن فهناك من يقول بأن هناك اشتباه بأن وفاة بروسلي لم تكن طبيعية و أنه توفي متأثرا بتناول سم دس له و أصابع الاتهام موجهة لمجموعة من منتجي السينما العنصريين الرافضين لفكرة كون صيني بطلا لفيلم في هولييود و الذين تكبدو خسائر فادحة بسبب ما حققته أفلام بروسلي من نجاحات ساحقة و لكن في النهاية لا يوجد دليل قاطع يثبت صحة هذه الرواية سوي أن من شاهدوه في نعشه أكدوا أن وجهه كان منتفخا و أن ذلك من دلائل أن الوفاة كانت بسبب التسمم.

و لكن بغض النظر عن الطريقة التي توفي بها بروسلي فإنه قد ترك انطباعا و أثرا كبيرا علي الشباب في أيامه و حتي الآن لا تزال صوره و قصصه تحتل صالات الكونغ فو و ألعاب الدفاع عن النفس.

بروسلي ليس مجرد لاعب كونغ فو و ليس مجرد معلم تخرج من تحت يديه أجيال من اللاعبين المهرة بل إنه استحدث أساليب قتالية جديدة لم تكن معروفة قبله أشهرها أسلوب الـ (جيت كوندو) أو ( اليد المعترضة) فاستحق بذلك أن يكون الأشهر في تاريخ الألعاب القتالية فعندما كان بروسلي يقفذ في الهواء و يضرب شخصين في آن واحد ليفقدهما الوعي كانت لديه القدرة علي فعل ذلك بالفعل في الحقيقة بعيدا عن شاشة السينما و هو ما لا يستطيع أن يفعله احد سوي بروسلي و القليلين بعده.
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

فقرات الموضوع