القائمة الرئيسية

الصفحات

القرصنة البحرية - العصر الذهبي للقراصنة

pirates

تاريخ القرصنة البحرية و تطورها 

في العصور القديمة عند منطقة مثلث برمودا حدثت بعض الوقائع التي ساهمت في شهرة مثلث برمودا و كانت كالتالي : تبحر سفينة ما في المنطقة و فجأة تختفي تماما من المحيط فلا يعلم أحد عنها أي شيء , و الغريب هنا أن السفينة لا تختفي للأبد حيث تظهر مرة أخري في المحيط بعد بضعة أسابيع راسية علي أحد الشواطئ أو موجودة في منتصف المحيط بنفس حالتها قبل الاختفاء , و المدهش في ذلك هو اختفاء كل من كان علي السفينة بالإضافة إلي الموارد و البضائع

اختفاء سفينة و ظهورها مرة أخري بذلك الشكل جعل البعض يظنون أن هناك أرواح و أشباح في المنطقة و تلك كانت النظرة السطحية حينها , و لكن في الواقع أن الباحثين بدأوا البحث في الأمر و استنتجوا التالي : سفينة محملة بالبضائع الثمينة و الأموال اختفت فجأة من المحيط ثم ظهرت بعدها بأسابيع فارغة من كل شيء بالإضافة أن السفينة لم يكن عليها آثار كسر أو تدمير مما يعني أنها لم تتعرض للغرق أو أي ظاهرة طبيعية , فالتفسير المنطقي لذلك أن القراصنة من فعلوا ذلك حيث يهاجم مجموعة من القراصنة السفينة و ينهبوا ما فيها ثم يقتلون طاقم السفينة و يلقوهم في البحر دون أن يشعر بهم أحد .

مفهوم القرصنة :

القرصنة بمفهومها العام هي سرقة تحدث في البحار أو بالقرب من الشواطئ و متعلقة بشكل كبير بالسفن و القوارب المحملة بالبضائع و الأموال , و هنا قد يتسائل البعض : لماذا يتم ربط نهب القوارب و تدميرها بأنها قرصنة رغم أن ذلك يحدث أيضا بين الدول أثناء فترات الحروب ؟ 

في الواقع الفرق بين القرصنة و بين الحروب البحرية التي تحدث بين الدول هو أن القراصنة هم مجموعة من الأشخاص ليس لهم إنتماء سياسي أو أي أهداف سياسية أو استراتيجية فهم يسرقون فقط لمجرد السرقة و الاستيلاء علي البضائع الثمينة و الأموال مثل العصابات و لكنها عصابة بحرية متميزة في الاستيلاء علي السفن .

بداية ظهور القرصنة :

حاول المؤرخين تحديد بداية ظهور القراصنة و رجح البعض منهم أن ظهورهم كان في العام 1500 من الميلاد و البعض الآخر يرون أنها قبل ذلك و آخرون يعتقدون أنها بعد ذلك بكثير , و لكن في الحقيقة بعيدا عن هذه الافتراضات فإن القرصنة بدأت في اللحظات الأولي التي استخدمت فيها المحيطات كوسيلة للنقل و التجارة و حتي لو لم تكن القرصنة منتشرة وقتها بشكل كبير .

أول الوقائع الموثقة الخاصة بالقراصنة يرجع تاريخ حدوثها للقرن الرابع قبل الميلاد , حيث كانت تبحر بعض السفن بالقرب من البحر الأبيض المتوسط و تفاجأوا بهجوم استهدف سفنهم من قبل جماعة تسمي الإيليريون ( الإيليريون هم مجموعة من القبائل الهندية الأوروبية في العصور القديمة اشتهروا بسرقة السفن و القوارب ) .

و ظهرت القرصنة مرة أخري مع الفينيقيين القدماء حيث امتهنت مجموعة منهم القرصنة , حيث كانوا يترصدون الرحلات البحرية الخاصة باليونانيين و ينهبون كل ما علي سفنهم , و إذا لم يجدوا بضائع كافية علي السفن كانوا يأخذون الأطفال و الشباب و يبيعونهم بعد ذلك في أسواق العبيد .

قراصنة البحر المتوسط :

و حديثا في القرن الـ 17 ظهر ما يسمي بـ ( قراصنة البحر المتوسط ) و بالرغم أنهم كانوا أقل شهرة من قراصنة الكاريبي و قراصنة الأطلسي إلا أن قراصنة البحر المتوسط تميزوا بعدد أفرادهم الضخم حيث صنفوا بأنهم أكثر القراصنة تفوقا في عدد الأفراد علي مر التاريخ .
و بالفعل كان سر قوتهم هو كثرة عددهم حيث أنهم إذا قرروا الهجوم علي سفينة ما كانوا يركبون قوارب صغيرة محملة بأعداد مهولة منهم ثم يحيطون السفينة بقواربهم الصغيرة هذه من كل اتجاه و يهجمون عليها في مجموعات كبيرة و كأنهم جراد يلتهم أرض خضراء , و بمجرد استيلائهم علي البضائع و الغنائم يغادرون السفينة بسرعة , و أسلوب قراصنة البحر المتوسط ذلك و استخدامهم للقوارب الصغيرة جعل من الصعب أن يتتبعهم أحد بسبب سرعة تحركهم بالقوارب الصغيرة مقارنة بالسفن الكبيرة .

استائت فرنسا من هجمات قراصنة البحر المتوسط و استيلائهم علي سفنهم و سرقتها , فاقترح أحد القادة الفرنسيين أن الحل الوحيد لملاحقة هؤلاء القراصنة و إيقافهم هو استخدام قوارب صغيرة و خفيفة أيضا , و بالفعل حملت كل السفن علي متنها قوارب خفيفة مجهزة بالجنود و بمجرد أن يقترب القراصنة منهم كانوا يشتبكون معهم بتلك القوارب الصغيرة و غالبا ما كانت تنتهي تلك الاشتباكات بهروب القراصنة .

العرب و قراصنة الكاريبي :

و بما أننا نقلنا وجهة النظر الأوروبية عن القراصنة , فالعرب كان لهم وجهة نظر مختلفة فيما يخص القراصنة فعلي سبيل المثال : أحد أشهر أفلام القرصنة هو ( Pirates of the caribbean ) و في بطولة الفيلم كان ( Jack sparrow ) له صديق يسمي ( Hector Barbossa) و في الحقيقة أن اسم ( Barbossa ) هذا هو اسم القائد العربي المعروف ( خير الدين بربروس ) و الذي يعتبر أحد أكبر قادة الأساطيل العثمانية و أشهرهم علي الإطلاق و كان أحد أهم رموز الجهاد البحري في تاريخ المسلمين , و لو كانت هذه هي أول مرة تسمع فيها عن خير الدين بربروس فعليك أن تقرأ كتاب ( لغز بربروسا ) لـ جهاد الترباني .

الفترة ما بين عامي 1650 و 1720 عرفت باسم ( العصر الذهبي للقراصنة ) و في تلك الفترة بدأت مجموعة كبيرة من الدول مثل بريطانيا و فرنسا و إسبانيا في تطوير اقتصادها عن طريق التجارة البحرية علي نطاق واسع جدا مع كل الدول , و بدأت بتجهيز سفن عملاقة محملة بالبضائع , و لكن في ذلك الوقت كان يعاني الكثير من الصيادين من الفقر و ضيق المعيشة بالإضافة لوجود معدلات بطالة و ازدحام في مجموعة من البلدان الكبيرة مثل لندن .
و لكن المشكلة هنا أن عدد القوات البحرية الأوروبية كان ضئيلا جدا , فسفينة محملة بالطعام و البضائع و المال قد لا يكون عليها أي حراسة و في المقابل توجد أعداد كبيرة من الناس يشتكون ضيق المعيشة و يعانون الفقر , و ذلك ما دفع الفقراء الأوروبيون إلي امتهان القرصنة و اتخذوا بعض الجزر كموطن لهم مثل جزيرة ( تورتوغا ) أو ما تسمي بـ ( جزيرة السلاحف ) , و بدأوا التمركز حول أحد الفروع المائية المنحدرة من المحيط الأطلنطي مثل البحر الكاريبي و الذي يمتلك موقع استراتيجي ممتاز و مساحات مائية ضخمة .

بدأ القرن الـ 16 يشهد اسم مجموعة من الناس يحملون لقب ( قراصنة الكاريبي ) الذين أثروا بالفعل علي اقتصاد معظم الدول الكبري بسبب اعتراضهم للسفن و نهب ما فيها , و بدأوا تطوير أساليبهم و يسرقون الأسلحة و الكنوز و الأخشاب بل وصل بهم الحال أنهم اعترضوا سفن عسكرية و استولوا عليها , و كانت لهم أسواق خاصة يبيعون فيها الكنوز و البضائع مما أثار الجدل العالمي وقتها .

اتخذت جميع الدول الكبري القراصنة العدو الأول لهم و اتحدت القوات البحرية للدول الأوروبية للهجوم علي مستعمرات هؤلاء القراصنة الموجودين في منطقة الكاريبي , و مع حلول عام 1830 و بعد صراعات طويلة بينهم استطاعت دول أوروبا في النهاية التخلص التام من قراصنة الكاريبي .

و السؤال المطروح الآن , هل انتهي وجود القراصنة من العالم نهائيا أم لا زال يوجد قراصنة إلي الآن رغم التقدم الحضاري و التطور التكنولوجي ؟

في الواقع أن الإجابة لا لم ينتهي وجود القراصنة !

سواحل الصومال حاليا و عدد كبير من المسطحات المائية الدولية تتعرض للهجوم و النهب من بعض المجموعات الذين يطلق عليهم أيضا لقب قراصنة , و حسب إحصائيات عام 2007 فالخسائر السنوية التي يسببها القراصنة في المنطة ما بين البحر الأحمر و المحيط الهندي تقدر بحوالي 16 مليار دولار , و لذلك يسعي المجتمع الدولي لتقديمهم للعدالة و استخدام قوات بحرية خاصة لحماية السفن من الهجوم و القرصنة .
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

فقرات الموضوع