في صيف 2014 كان فيكتور يقود دراجته النارية عبر سهول شمال كازاخستان , كان متجها إلي بلدة قريبة لقضاء بعض المهام و لكنه لم يصل , فقد أصيب بمرض غامض تسبب في فقدانه للوعي و خلوده للنوم أثناء القيادة .
استيقظ بعد 4 أيام في المستشفي و لم يتذكر ما حدث , و لم يكن الشخص الوحيد الذي مر بتلك التجربة .
تعرضت قرية كالاتشي في كازاخستان لنوبة مرضية غامضة تسببت في خلود الناس للنوم لأيام متتالية , و الأمر المثير للاهتمام هو عدم تذكر الناس لما حدث عند استيقاظهم .
مرت تايسيا البالغة من العمر 46 سنة بنوبة النوم هذه ثلاث مرات في بضع سنوات , حيث كانت المرة الأولي في عام 2012 عندما كانت تقوم تايسيا بروتينها المعتاد في العمل و فجأة شعرت بالدوار و بمجرد وصولها للمنزل فقدت وعيها و استيقظت بعدها بأيام في المستشفي , كانت جارتها من أخذتها للمستشفي و لكن في طريق العودة للمنزل غطت صديقتها في النوم أيضا .
كانت المرة الثانية لـ تايسيا في مارس 2014 حيث كانت تستعد للذهاب لحفل موسيقي عندما بدأت تشعر بالدوار و نامت بعدها ثم استيقظت بعدها بـ 5 أيام في المستشفي .
أما تجربة تايسيا الثالثة و الأخيرة كانت في فبراير 2015 حيث أصيبت بنوبة نوم أخري و لكن هذه المرة أصابت قدميها فقد شعرت و كأن ساقاها أصيبتا بالشلل و لم تتمكن من المشي بشكل طبيعي , و استمرت تلك النوبة لـ ثلاثة أيام و بالرغم أنها لم تكن نائمة إلا أنها كانت تسير و تتحدث كما و أنها تحت تأثير مخدر ما , و الأغرب من ذلك هو عدم تذكرها لأي شيء من ذلك .
كان هذا الوباء الغامض ينتشر في كالاتشي كالنار في الهشيم و لكن لم يتمكن أي أحد من معرفة سببه و لم تكن تايسيا الوحيدة التي مرت بذلك في عائلتها , ففي 2013 غط زوجها في النوم أثناء قيامه بصيد الأسماك حيث فقد وعيه علي القارب و نقله أحد أصدقائه للمستشفي , و عندما سمعت تايسيا بالحادثة هرعت إلي المستشفي لتكون بجانبه و هناك تمكنت من محادثته و لكن كان كلامه مشوشا و عندما استيقظ من النوبة لم يكن يتذكر أي شيء عن الحادثة أو عن محادثة زوجته له .
أصيب أكثر من 100 شخص خلال ثلاث سنوات بهذا المرض الغريب في كالاتشي و عاني الكبار و الصغار من النوبة , و النظرية الأكثر غرابة تقول أن البعض كانوا محصنين تماما من هذا المرض حين تعرض له البعض الآخر عدة مرات .
لكن بماذا يشعر الشخص عند إصابته بتلك النوبة ؟
حسنا , تبدأ النوبة بشعور بالدوار و بعد ذلك يشعر الشخص بثقل شديد في ساقيه تجعل المشي أمر صعب للغاية و عندما تبدأ النوبة الفعلية يغط المصاب في النوم خلال دقائق و قد يهلوس بأشياء عشوائية حتي يفقد الوعي , لاحظ الشهود الذين كانوا حول المرضي أثناء تعرضهم للنوبة أنه عند محاولة التحدث إليهم ظهر و كأن المرضي يسمعونهم و لكنهم لم يتمكنوا من فتح أعينهم أو تحريك أفواههم و بدا ذلك مشابها لمرض شلل النوم , و لأن هذا المرض يحدث فجأة فيصبح كلام المريض ملعثما مما يجعل فهم ما يقول أمر صعب .
لا تنتهي المشاكل بعد استيقاظ المريض فبعد أن يفتح عينيه يعاني المريض صعوبة في الكلام إلي جانب فقدانه للذاكرة و يعاني البقاء مستيقظا و بمجرد التوقف عن التحدث إليه يخلد مجددا للنوم لبعض الوقت .
و وفقا لتقرير : أصاب ذلك المرض حيوانا أيضا , كانت قطة اسمها ماركيز حيث ادعي صاحبها أن القطة بدأت في التصرف بطريقة غريبة و غير متوقعة , في البداية كانت تصدر أصوات مواء باستمرار ثم بدأت تهاجم كل شيء ( الجدران و الأثاث و أي شيء يعترض طريقها ) و في النهاية غطت في النوم في المساء و وفقا لقول صاحبها أنها كانت تشخر كإنسان !
سعي الحكومة لحل المشكلة :
بسبب تكرار هذه الظاهرة عرضت الحكومة علي جميع سكان القرية فرصة لانتقال لأماكن أخري في المناطق المحيطة , فغادرت أكثر من 50 أسرة و تبعتها بعد ذلك حوالي 100 أسرة أخري , و مع ذلك رفض البعض بالمغادرة لاعتقادهم أن الوضع ليس بذلك الخطورة آخرون ظنوا أنها مزحة وليس من أي ذلك حقيقي .
محاولة الأطباء و العلماء لحل لغز المرض :
بعد انتشار المرض بدأ الأطباء و العلماء في إجراء أبحاث مكثفة لمعرفة السبب ورائه و في البداية اعتقد الجميع أن النوبة كانت ردة فعل للجسم علي تناول شراب معين و لكن تم التخلص من تلك الفكرة في وقت لاحق عندما أصاب المرض الأطفال أيضا , و بعد ذلك حولوا تركيزهم علي مرض الاعتلال الدماغي ( و هو شكل من أشكال الخلل الدماغي ) ومع ذلك لم تستند النظرية علي أي أساس فتم التخلص منها أيضا .
صمم العلماء و الأطباء علي معرفة السبب لذلك بدأوا في إجراء فحوصات معملية أيضا .
قاموا بما يقرب من 7000 فحص للمياه و التربة و الهواء و دماء المرضي و شعورهم و أظافرهم و لكنهم لم يعثروا علي أي شيء , و لذلك قاموا بإيقاف المرافق العامة لتحديد مصدر المشكلة .
قاموا بإيقاف امدادات الغاز و إطفاء أبراج الهواتف المحلية بل و قاموا أيضا بفحص مستويات الإشعاع و غاز الرادون ، و تحققوا من كمية العادن الثقيلة و الباكتيريا و الفيروسات في امدادات المياه , و لم تكن العملية سهلة لأنهم لم يتمكنوا من تحديد أصل المشكلة مما أفشل جميع محاولاتهم .
اشتبه العلماء في منجم يورانيوم مهجور يبعد 3.2 كم من قرية كالاتشي و اعتقدوا أن غاز الرادون يتسرب من المنجم و يتسبب في نقص الأوكسجين للناس مما يؤدي إلي فقدان الذاكرة .
و لكن كانت هناك عدة ثغرات في النظرية : عندما درس العلماء مستوايات الإشعاع و مستويات اليورانيوم في القرية وجدوا أنها طبيعية , و الأمر الآخر أن مستويات الإشعاع العالية تسبب تلف الأعضاء و ليس النعاس .
توجد نظرية و هي الأكثر غرابة تدعي بأن هؤلاء الناس كانوا يعانون من هيستيريا جماعية و أرادوا مغادرة القرية و لكن لم تتوفر لديهم وسائل القيام بذلك و لذلك قاموا باختلاق المرض لإجبار الحكومة علي مساعدتهم , و استندوا علي ذلك بأن حيوانا واحدا فقط الذي أصيب بالمرض في حين لم يصب باقي الحيوانات , و لكن لا يمكن معرفة إن كانت هناك حيوانات أخري مصابة إلا من خلال مراقبتها بالإضافة لذلك أنه لا يمكن أن يكون ذلك هو الحال لأن بعض السكان المصابين رفضوا مغادرة القرية .
كانت قصة نوبة النعاس تزداد غرابة مما أثار الفضول حولها في جميع أنحاء العالم و في ذلك الوقت صدر التفسير الأكثر منطقية و هو أن السبب في نوبات النوم هو أكسيد الكربون .
وفقا للنظرية أن الغاز كان يتسرب عبر الأرض و يتسبب في خلود الناس للنوم و أن اليورانيوم ليس له أي علاقة بالمرض و لكن المنجم ذاته هو المرتبط .
اليورانيوم معدن لا يحتوي علي الحديد و مثل معظم المعادن التي لا تحتوي علي الحديد يعثر عليه في المناطق الجبلية في الغالب , و كان منجم اليورانيوم القريب من القرية في منطقة جبلية أيضا و كان يحتوي علي مداخل منحدرة سمحت للناس الوصول إلي عمق 640 متر و بعد إغلاق المنجم توقفوا عن ضخ المياه للخارج , و لذلك لأكثر من 20 سنة امتلأت جميع الفجوات بالمياه و بعد ذلك بدأت الأعمدة الخشبية الداعمة للمنجم في التأكسد و في تلك المرحلة بدأت المشكلة فبسبب عمق المنجم تكون ضغط عالي من 63 ضغط جوي مما تسبب في تفاعل كيميائي و يتحول الماء لغازات أخف علي سطح المنجم .
عندما ارتفعت مستويات أول أكسيد الكربون و الهيدروكربون تسببت في انخفاض مستويات الأوكسجين و ذلك النوع من الغزات يسهل عليه الخروج بين الشقوق , فسيء الحظ الذي يمر فوق المنطقة و يستنشق الهواء فيقوم أكسيد الكربون بالدخول في مجري دمه مما يتسبب في فقده للوعي و خلوده للنوم .
اشتبه العلماء في منجم يورانيوم مهجور يبعد 3.2 كم من قرية كالاتشي و اعتقدوا أن غاز الرادون يتسرب من المنجم و يتسبب في نقص الأوكسجين للناس مما يؤدي إلي فقدان الذاكرة .
و لكن كانت هناك عدة ثغرات في النظرية : عندما درس العلماء مستوايات الإشعاع و مستويات اليورانيوم في القرية وجدوا أنها طبيعية , و الأمر الآخر أن مستويات الإشعاع العالية تسبب تلف الأعضاء و ليس النعاس .
توجد نظرية و هي الأكثر غرابة تدعي بأن هؤلاء الناس كانوا يعانون من هيستيريا جماعية و أرادوا مغادرة القرية و لكن لم تتوفر لديهم وسائل القيام بذلك و لذلك قاموا باختلاق المرض لإجبار الحكومة علي مساعدتهم , و استندوا علي ذلك بأن حيوانا واحدا فقط الذي أصيب بالمرض في حين لم يصب باقي الحيوانات , و لكن لا يمكن معرفة إن كانت هناك حيوانات أخري مصابة إلا من خلال مراقبتها بالإضافة لذلك أنه لا يمكن أن يكون ذلك هو الحال لأن بعض السكان المصابين رفضوا مغادرة القرية .
كانت قصة نوبة النعاس تزداد غرابة مما أثار الفضول حولها في جميع أنحاء العالم و في ذلك الوقت صدر التفسير الأكثر منطقية و هو أن السبب في نوبات النوم هو أكسيد الكربون .
وفقا للنظرية أن الغاز كان يتسرب عبر الأرض و يتسبب في خلود الناس للنوم و أن اليورانيوم ليس له أي علاقة بالمرض و لكن المنجم ذاته هو المرتبط .
اليورانيوم معدن لا يحتوي علي الحديد و مثل معظم المعادن التي لا تحتوي علي الحديد يعثر عليه في المناطق الجبلية في الغالب , و كان منجم اليورانيوم القريب من القرية في منطقة جبلية أيضا و كان يحتوي علي مداخل منحدرة سمحت للناس الوصول إلي عمق 640 متر و بعد إغلاق المنجم توقفوا عن ضخ المياه للخارج , و لذلك لأكثر من 20 سنة امتلأت جميع الفجوات بالمياه و بعد ذلك بدأت الأعمدة الخشبية الداعمة للمنجم في التأكسد و في تلك المرحلة بدأت المشكلة فبسبب عمق المنجم تكون ضغط عالي من 63 ضغط جوي مما تسبب في تفاعل كيميائي و يتحول الماء لغازات أخف علي سطح المنجم .
عندما ارتفعت مستويات أول أكسيد الكربون و الهيدروكربون تسببت في انخفاض مستويات الأوكسجين و ذلك النوع من الغزات يسهل عليه الخروج بين الشقوق , فسيء الحظ الذي يمر فوق المنطقة و يستنشق الهواء فيقوم أكسيد الكربون بالدخول في مجري دمه مما يتسبب في فقده للوعي و خلوده للنوم .
بعد تلك النظرية بدأ العلماء في التحقق من النظرية و تم إثبات صحتها , حيث كانت نسبة تركيز أول أكسيد الكربون في الهواء أكبر من المستويات المسموح بها بينما كانت معدلات الأوكسجين أقل من الطبيعي , ولا زال العلماء مصممين علي القيام بالمزيد من الأبحاث في المنطقة للحصول علي المزيد من الإجابات .
اذا اعجبك المقال يمكنك ان تتابعنا علي صفحة الفيسبوك لكي يصلك كل جديد >> (معلومات عالطاير)
اذا اعجبك المقال يمكنك ان تتابعنا علي صفحة الفيسبوك لكي يصلك كل جديد >> (معلومات عالطاير)
تعليقات
إرسال تعليق