القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هو فيروس كورونا - مرض الكورونا

Coronavirus

فيروس كورونا 

ما هو فيروس الكورونا و ما هي اضراره و ما هي اساليب الوقاية منه ؟

في البداية يجب علينا معرفة أن فيروس كورونا هو مجموعة من الفيروسات الشائعة بين الحيوانات و الطيور , و توجد بعض الحالات النادرة التي تعرض فيها البشر لتلك الفيروسات و في هذه الحالة يندرج المرض تحت مسمي مرض حيواني المنشأ .

أعراض فيروس كورونا الشائعة تتمحور حول إصابة الجهاز التنفسي البشري بالعدوي , و الجدير بالذكر أن فيروس كورونا المنتشر حاليا هو سابع فيروس يصيب البشرية سبقه 6 أنواع أخري من الفيروس و كان بعضها يسبب أعراض خفيفة أما بعضها الآخر كانت أعراضها شديدة الخطورة مثل فيروس سارس و فيروس ميرس المستخدمان حاليا من قبل المجتمع الطبي لتحليل فيروس كورونا الجديد .

فيروس سارس ( متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد ) :

هو أول عدوي نشأت في القرن الـ 21 و كان أول ظهور له في الصين و انتشر بعدها في أكثر من 25 دولة في قارات آسيا و أوروبا و الأمريكيتين في غضون 6 أشهر فقط , حيث أصيب به أكثر من 8000 انسان حيث توفي منهم ما يزيد عن 750 حالة .

كان ينتقل فيروس سارس من الحيوان للإنسان أو من الإنسان للإنسان عن طريق رذاذ العطاس أو السعال التي خرجت من المرضي و لامست الأسطح لتنتقل لكل من يلمس تلك الأسطح بشكل مباشر , و كانت أعراضه تشمل حمي و آلام في المفاصل و العضلات و سعال يصحبه التهاب شديد بالحلق و التهاب رئوي حاد يسبب صعوب في التنفس .

و لكن بعد عام 2004 لم يتم تسجيل أي حالات أخري للفيروس بين البشر و نجت البشرية منه بشكل نهائي , و اكتشف الباحثون فيما بعد أن الخفافيش كانت المضيف الأصلي لانتقال الفيروس للبشر .

فيروس ميرس ( متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ) :

المعروف سابقا بـ فيروس كورونا الجديد بعد أن تم رصده عام 2012 في المملكة العربية السعودية و بعدها بعدة شهور كان قد انتشر الفيروس في جميع الدول العربية تقريبا بالإضافة إلي دول أوروبية و آسيوية و أمريكية , و يعتقد العلماء أن المضيف لفيروس ميرس هي الخفافيش أو الجمال .

أصاب فيروس ميرس ما يقرب من 2500 انسان حصد من أرواحهم ما يزيد عن 850 حالة أي ما يزيد عن ثلث الحالات , و غالبية الوفيات كانت من المملكة العربية السعودية .

كان فيروس ميرس مثل فيروس سارس في نقل العدوي عن طريق الرذاذ من حيوان لإنسان أو من إنسان لإنسان , و أعراضه تشبه أعراض مرض الانفلونزا بالإضافة إلي تسببه في الفشل الكلوي للمصابين خصوصا كبار السن منهم .

و بالرغم من أنه تم القضاء عليه بشكل كبير إلا أنه لا زال موجودا إلي يومنا هذا يهدد حياة البعض حيث أعلنت اللمملكة العربية السعودية عام 2019 عن رصد 14 حالة مصابة بالفيروس توفي منهم 5 .
في النهاية تم التنويه علي أن هذان النوعان من الفيروس ليس لهما أي لقاحات أو علاج حتي اليوم , و من هذه النقطة سنتحدث عن فيروس كورونا الجديد .

فيروس كورونا ( Coronavirus ) :

الاسم كورونا ( Corona ) هي كلمة لاتينية تعني التاج , و سبب تسميتها بذلك هو خصائص الفيروس الشكلية تحت المجهر و لذلك يطلق عليها أيضا بالفيروسات الإكليلية نظرا لشكلها الذي يشبه التاج أو الإكليل .

الفيروس المنتشر حاليا مثل فيروس سورس و ميرس و يطلق عليه اسم فيروس مدينة ووهان علي اسم مدينة ووهان الصينية التي ظهر فيها الفيروس أول مرة .

مدينة ووهان الصينية : تعتبر عاصمة مقاطعة هوباي ( Hubei ) و هي أكبر المدن المأهولة بالسكان في المقاطعة كلها حيث يصل تعداد سكانها 11 مليون شخص , و بسبب موقع المدينة الجغرافي المتميز تعتبر المدينة أهم محاور تنقل الصينيين بين المدن بالإضافة إلي أنها تمتاز بأسواق كثيرة منتشرة في جميع أنحاء المدينة .

في نهاية العام 2019 ظهر المرض الشديد علي مالك أحد أسواق مدينة ووهان , و بالرغم أن هذا السوق مشهور بعرض الأسماك إلا أنه يعرض فيه أيضا عددا من الحيوانات البرية مثل الخفافيش و الثعابين للبيع .

أما الأعراض التي ظهرت علي مالك السوق كانت عبارة عن حمي شديدة و إجهاد و سعال يصحبه احتقان شديد , و في خلال بضعة أيام رصدت المؤسسات الصحية عددا من الحالات التي تواجه نفس الأعراض مع التهاب رئوي حاد , و هنا أبدي الأطباء قلقهم من احتمالية غزو فيروس خطير للبلاد يشبه فيروس سارس .

شكل المركز الصيني لمكافحة الأمراض و الوقاية لجنة من الأطباء لكي يحللوا الموقف و يكتشفوا طبيعة هذا المرض الجديد , و بعد إجراء العديد من الدراسات و الفحوصات علي الحالات المرضية استبعد الأطباء كونها عدوي انفلونزا الطيور أو فيروس سارس أو حتي فيروس ميرس بل أنهم يواجهون فيروس جديد من فيروسات الكورونا .

قامت السلطات الصينية بإبلاغ منظمة الصحة العالمية بالنتائج التي تم الوصول إليها , و تحديدا في 9 يناير 2020 أعلنت الصين عن أول حالة وفاة بسبب فيروس كورونا الجديد , و بدأت حالات الإصابة تزداد يوما بعد يوم كالنار في الهشيم في مدن الصين مما أدي إلي قلق دول العالم أن ينتشر الفيروس خارج الأراضي الصينية .

و بالفعل انتقل الفيروس للدول المجاورة للصين مثل فيتنام و اليابان و كوريا الجنوبية و تايلاندا حتي يكاد أن يغزو القارة الآسيوية بالكامل , و لم يتوقف عن هذا الحد بل انتشر في بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا , كما انتشر أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية و أستراليا .

وصلت حالات العدوي و الإصابة بالفيروس في آواخر يناير 2020 إلي 2794 حالة منها 2737 حالة صينيين و 3 فرنسيين و 4 أستراليين و 5 أمريكان , بالإضافة إلي العديد من الحالات المشتبه في إصابتها بالمرض فعلي سبيل المثال يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية 110 حالة يشتبه فيها المرض .

غالبية الحالات التي تم رصدها خارج الصين كانت في أشخاص عائدين من مدينة ووهان الصينية أو اختلاطهم بأشخاص عائدين منها .

وصلت حالات الوفاة في أواخر يناير إلي 80 حالة وفاة , مما دفع الحكومة الصينية لاتخاذ عدة إجرائات صارمة لاحتواء فيروس كورونا الجديد و بدأ التنفيذ بإغلاق سوق الأسماك المتواجد في مدينة ووهان و مصادرة جميع الحيوانات و الطيور و اللحوم للقيام بأبحاث عليها , بالإضافة إلي إلغاء الحفلات الرسمية مثل احتفال رأس السنة الصينية و أيضا تم حظر رحلات الطيران و القطارات من المدينة .

وصل الحظر لمدن أخري مجاورة للمدينة مما تسبب في إغلاق أبواب الكثير من الأماكن و المحلات بهدف تقليل التجمعات , و فرضت الصين حجز صحي علي مدينة ووهان و تم بناء مستشفي متخصصة للحالات المصابة بالفيروس .

كما أعلنوا حظر بيع اللحوم و الدواجن , و توصلت بعض الدراسات أن المضيف الأصلي للفيروس هذه المرة هي الخفافيش للمرة الثالثة أو الثعابين .

اتخذت معظم دول العالم بعض الإجرائات الوقائية في المطارات و الموانئ حيث يتم الكشف علي المسافرين عامة و بالأخص الآتيين من دول انتشر بها المرض , بل وصل الأمر لوضع عدة دول لكاميرات حرارية لتساعدهم في الكشف عن أي حامل للعدوي .

منذ بضعة شهور قبل ظهور فيروس كورونا الجديد و بالصدفة قام مدير مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي و استراتيجيات الدفاع البيولوجي بعمل تجربة  (افتراضية) يعرف من خلالها حجم انتشار وباء معين علي مستوي العالم يكون مركزه مدينة نيويورك و قام بعمل محاكاة عن انتشار فيروس وهمي , فوجد أنه سيتم انتشار الفيروس في مدة زمنية تقدر بـ 18 شهر و قد يتسبب في مقتل 65 مليون شخص .

لكن تم انتقاد هذه التجربة بشكل كبير لأننا لم نواجه أبدا أي مرض قد يحصد هذا العدد المبالغ فيه من الأرواح منذ عشرات السنين , حيث ان اخر مرة وصل فيها حالات الوفيات الي معدل شديد الارتفاع كانت حين استشهد الدكتور توم بمزبحة الانفلونزا الإسبانية عام 1918 التي أصابت ما يقدر بـ نصف مليار إنسان خلال عامين فقط و قتلت ما يتراوح بين 50 إلي 100 مليون إنسان و ليس من المستبعد أن يعيد التاريخ نفسه مرة أخري .

الوقاية من المرض :

قبل اي شيء يجب أن نعرف كيف يمكننا التفرقة بين فيروس الكورونا و بين أي فيروس آخر , و في الحقيقة لا زالت معرفتنا بالفيروس ضئيلة جدا و ما عرفناه لا يبشر بالخير .

أعراض الإصابة بالفيروس مشابهة تماما لأعراض دور البرد حيث تشمل ارتفاع في درجة الحرارة و سعال جاف و كثير و ألم شديد في عضلات الجسم كله بالإضافة إلي صعوبة في التنفس و لكن ما يميزه عن دور البرد العادي أنه قد يصاحبه خروج الدماء مع السعال و صداع شديد و إسهال و مع تقدم المرض ينتهي الأمر بإلتهاب رئوي حاد .

و ذلك هو ما يجعل من الصعب التفريق بين فيروس كورونا و بين فيروسات أخري , لكن لا تقلق فإنك إذا لم تكن توجد في بلاد انتشار المرض أو لم تتعرض لمسافر قادم من أي تلك البلاد فغالبا أنت غير مصاب بالعدوي , و لكن إذا ظهرت عليك بعض تلك الأعراض فعليك أن تزور أقرب مستشفي ليتم فحصك علي سبيل الوقاية .

لا توجد أدلة قاطعة عن وسائل نقل الفيروس من شخص لآخر و لكنه يعتقد بشكل واسع أنه الرذاذ الخارج مع السعال أو العطاس و أفضل طرق الوقاية من الفيروس هي الالتزام بغسل اليدين بشكل مستمر و تجنب ملامسة الوجه و الأنف و العينين , و أهم شيء هو تجنب التلاسق أثناء المحادثات حتي تحمي نفسك و غيرك من العدوي .

للأسف الشديد أن فيروس كورونا مثل نوعيه السابقين سارس و ميرس ليس له أي علاج و كل ما تستطيع مراكز الرعاية فعله هو تخفيف أعراض الفيروس من المريض علي أمل الشفاء و في الوقت نفسه عزله عن الناس حتي لا تصيب العدوي أهله أو أصدقاؤه .
أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

فقرات الموضوع