القائمة الرئيسية

الصفحات

الساعة البيولوجية تتحكم في حياتنا

الساعة البيولوجية


الساعة البيولوجية تتحكم في حياتنا كل يوم

wilhelm fliessبدأ فكرة الساعة البيولوجية طبيب أنف و أذن و حنجرة و هو الطبيب الألماني فلهيلم فليس (wilhelm fliess) حيث قام بعمل تجربة علي بعض مرضاه و كانت النتيجة أن الشخص يمر جسده في دورات من التعافي و المرض كل 23 يوماً

فتح اكتشافه الباب أمام المفكرين و علماء النفس فاكتشف علماء النفس أن الشخص يمر بفترات من التعافي النفسي و التدهور النفسي أيضاً كل 28 يوماً


اكتشف علماء آخرون أن دورات النشاط العقلي للإنسان تتغير كل 33 يوماً. و تسمي هذه الدورات الثلاث مجتمعة بـ الساعة البيولوجية , حيث تسير في منحنيات متزامنة و بها يمكننا أن نتنبأ بما قد يصيب الشخص من الأمراض خلال الأيام القادمة القريبة. 

انفجار فكرة الساعة البيولوجية بعد اكتشافها في السبعينات جعل من أي حادثة كبيرة تكون محل بحث فيقوموا بحساب معدل الساعة البيولوجية لصاحب الحادث فوجدوا في كل مرة أن معدل الإنحناء لساعته البيولوجية منخفضة. 

و من أشهر هؤلاء الأشخاص :

- مارلين مونرو:

انتحرت في يوم كان معدل ساعتها البيولوجية منخفض.

- جون كينيدي :

تم اغتياله في يوم كان مستوي ساعته البيولوجية منخفض. 

- لي هارفي :

و هو الذي اغتال جون كينيدي , تم قتله أمام الملايين بعدها بيومين و كان معدل ساعته البيولوجية منخفض! 

بل انتشر استخدام منحنيات الساعة البيولوجية في مجال الرياضة أيضاً , فأصبح المدير الفني يختار تشكيلة الفريق بناءاً علي الساعة البيولوجية لكل لاعب و يبتعدون تماماً عن التعاقد مع اللاعب في الساعات الحرجة له. 

ليس ذلك فقط بل اتجه الناس في تلك الحقبة لمعرفة ساعتهم البيولوجية من الصحف و المجلات التي تنشر كيفية حسابها أو بالآلات الحاسبة التي صنعتها الشركات خصوصاً شركة كاسيو و بيع منها ملايين القطع و بلغت تكلفة القطعة الواحدة إلي 750 دولاراً

بل و نشرت الكثير من الكتب التي تتحدث عن الساعة البيولوجية و كيفية حسابها و بيع منها ملايين النسخ بالعديد من اللغات.
و حتي يومنا هذا لا زال هناك جمهور لهذه الفكرة ولا زالت تباع هذه الكتب و أيضاً بعض التطبيقات التي يمكنك تحميلها علي هاتفك. 

و لكن في الحقيقة الكثير من الصحف و المواقع التي تدعي المعرفة بالمجال الطبي و تنشر مثل هذه الأشياء هي صحف و مواقع كاذبة فليس هناك أي دليل علمي أو أي تجربة حقيقية تؤكد صحتها فمعظمها يهدف إلى الربح فقط. 

و السؤال هنا يطرح نفسه , هل يوجد أي شيء من الحقيقة في هذه التخاريف ؟  

أجل هناك جزء من الحقيقة , فتم ملاحظة الساعة البيولوجية ليس فقط في تغير سلوك الإنسان بل أيضاً لوحظت في تغير سلوك الكائنات الحية في دورات منتظمة .

تم اكتشاف حركة أوراق النبات بين الليل و النهار و قام فلكي فرنسي في القرن الثامن عشر بعمل تجربة علي نبات وضعه في غرفة مظلمة تماماً لا يصلها ضوء الشمس فوجد أن تغير حركة أوراق هذا النبات لم تتغير عن معدلها الطبيعي رغم غياب أشعة الشمس عنها تماماً و لا يصلها أي ضوء و تم اعتبار ذلك حينها أن النبات يمكنه الشعور بأشعة الشمس حتي لو لم يتعرض لها.

 لكن عام 1972 تم إثبات خطأ هذه النظرية و أثبت أن المتحكم في الساعة البيولوجية لكل كائن هي المعلومات المخزنة في جيناتنا و أدمغتنا التي استقبلتها عن النهار و الليل من قبل , عن طريق شبكية العين و بناءاً علي المعلومات التي خزنتها تفرز غدة في المخ هرمون الميلاتونين بمستويات مرتفعة ليلاً كي تساعد علي النوم و قليلة في النهار كي تساعدنا في أداء نشاطنا اليومي. 

يساعد الميلاتونين الحيوان في تغيير حرارة جسده و لون جلده و تغيرات في سلوكه مع تغير تقلبات فصول السنة. 

لعلك لست مقتنعاً بعد أن الساعة البيولوجية تتحكم في حياتنا. 

إذاً, سأخبرك بتجربة تم عملها في جامعة هارفارد حيث قاموا بحبس متطوعين في غرف مظلمة منعزلة عن ضوء الشمس نهائياً لمدة ثلاثة أسابيع .

اكتشفوا أنه رغم أن هؤلاء المتطوعين لم يروا أشعة الشمس و لم يشعروا بها طيلة هذه المدة و لم يكن لديهم ساعات أو أي شيئ يعرفهم الوقت إلا أن كل منهم مر بدورات منتظمة من النوم و الاستيقاظ تكررت يومياً , و تغيرات في أجهزتهم الحيوية طيلة المدة و كانت الدورات مدتها 24 ساعة

سأعطيك دليلاً آخر , و هو انه تم اكتشاف نوع من الأسماك عام 2011 يعيش في كهوف في قاع المحيط حيث يعيش و يموت دون أن يري الشمس أو أن يعرفها حتي. 

و بسبب تلك البيئة تأقلم جسده علي ذلك ففقد بصره و عينيه كاملة و فقد لون جلده فأصبح بلا لون و رغم ذلك لم يفقد ساعته البيولوجية التي ورثها من ملايين الأجيال قبله و لكن ساعته البيولوجية كانت أطول قليلاً فكانت 47 ساعة. 

هل اكتفيت بتلك الأمثلة أم تريد المزيد ! 

تريد المزيد , صحيح ؟

 خلايا أجسادنا و خلايا فئران التجارب عندما كانت تعزل عن أجسادها ولا تصبح متصلة بها بأي شكل تستمر في المحافظة على إياقاعها البيولوجي اليومي و تغير وظائفها بثبات مذهل كل 24 ساعة.

 تم استخدام نظرية الساعة البيولوجية في مجال العلاج و الأدوية حيث كانت تختلف تأثيرات الأدوية باختلاف مواعيد تعاطيها 
خلال اليوم..

 مثال : استخدام الأسبرين في المساء يمكن أن يقلل احتمال الإصابة بالجلطات و لكن لا يعطي هذه النتيجة في النهار. 

مادة الباراسيتامول التي تستخدم كـ مسكن , تظهر احتمالية التسمم بجرعة زائدة منها في الليل تكون أعلي من النهار.

 تساقط الشعر كعرض جانبي من أعراض استخدام أدوية السرطان الكيميائية كان يظهر في الليل أقل بكثير مقارنة بالنهار. 

حتي الخلايا السرطانية تمتلك ساعة بيولوجية و لكنها قد تكون غير متزامنة مع الساعة البيولوجية لدي المصاب و بسبب هذا الاختلاف تم تخصيص فرع كامل في مجال الطب و علم متخصص يسمي بالكرونو ميديسين
(chronomedicine).

هذا العلم يدرس فقط تزامن تعاطي الأدوية مع الساعة البيولوجية داخل أجسادنا للوصول إلى أعلي تأثير للدواء و تجنب أكبر قدر ممكن من الأعراض الجانبية و هذا قد أفاد المجال الطبي كثيراً.

إذاً , قطع العلم كل هذا الطريق و كل هذه التجارب لكي يحقق المنفعة للبشرية و ليست كالتخاريف التي يدعيها البعض في معرفة المستقبل لكي يحقق المكاسب الشخصية علي حساب أرواح البشر .... دمتم سالمين😃
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

فقرات الموضوع